دورى المحترفين.. «فين..فين»؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 27 مارس 2017 - 10:30 م بتوقيت القاهرة

** أحد أحلامنا نحن من نحب الرياضة ونحب كرة القدم أن تشهد الكرة المصرية «دورى المحترفين» وأن تدير المسابقة لجنة مماثلة للجنة البريميير ليج بإنجلترا، وتكون منتخبة من الأندية، ولا يرأسها رئيس ناد أو عضو مجلس إدارة ناد، ويديرها مجموعة محترفة تعرف قواعد إدارة مثل تلك المسابقة ويخصص لها مقابل مادى لأنها تعمل، فلا تذلنا بالتطوع. وهذا يعنى أن يتفرغ الاتحاد لإدارة مسابقة كأس مصر وأنشطة المنتخبات، وأن تتحول مناطق الاتحاد المختلفة والموزعة فى المحافظات إلى «اتحادات مصغرة (كما هو الحال فى ألمانيا)، وتكون تلك الاتحادات صاحبة رؤية وقرار.

** غير معقول أن يعقد مجلس إدارة اتحاد الكرة اجتماعا يستمر 10 ساعات لمناقشة سبل إعداد المنتخب الأول، وتنظيم مسابقة الدورى واتخاذ قرارات بشأن دورى الناشئين تحت 17 سنة، أو معاقبة لاعب حصل على كارت أحمر فى مباراة بالدرجة الثانية بين فريقى الحامول والبدرشين!

** دورى المحترفين يرفع مستوى التخصص والتفرغ ويعنى أن يمارس العمل فى نطاق تلك المسابقة رجال لهم خبرات بالإدارة، ولا تشغلهم أعمالهم الخاصة، وذلك قبل التفكير فى الاستثمار والمال ودعم الفرق بتسويق شعاراتها ومنتجاتها.. والفكرة أيضا أن يكون القرار فى دورى المحترفين لمصلحة الفرق التى تشارك به، قبل التفكير فى مصلحة أشخاص مجلس إدارة الاتحاد، ومواقعهم فى الانتخابات.. لكن ما أراه فى معظم ما يتعلق بالحديث عن دورى المحترفين أنه مسابقة لجلب المال وليس رفع مستوى الإدارى واللاعب والمدرب والحكم والطبيب ومدرب الأحمال والعلوم الرياضية والإعلام.

** نحن أمام صناعة فيها استثمارات بالملايين، وفيها دعاية ورعاية بالملايين، وفيها منافسة حضارية مع مجتمعات ودول بما لكرة القدم من من شعبية طاغية الكثير وما فيها من الدروس والعبر وما فيها من رسالة إجتماعية

**.. علينا أن نلعب بجد، وندير بجد، ونقرر بجد، ونمارس العمل الإعلامى بجد، بلا أهواء أو أغراض، وأن يكون الإعلامى صاحب رسالة ودور وتأثير، ولا يكون مشجعا متحمسا ومنفعلا بفريقه.. هذا هو دورى المحترفين الذى أحلم به للكرة المصرية.

** لن تنهض الكرة المصرية بدون إرتفاع مستوى التعامل مع اللعبة واحترامها.. وأكرر للمرة الألف أن عصر الاحتراف لا يعنى أنه عصر «الاغتراف» وليس مجرد قطعة تورتة «فلوس» ينهل منها الجميع ما يشاء وما يستطيع!

** أنتهى بمثال قديم يختصر كل ما تقدم عن الاحتراف الحقيقى، وهو من طرائف كتابات الهواة، وغياب الدقة، وغياب الاهتمام، غياب الإتقان، وغياب الحرص أن أقرأ مايلى: «نهائى عربى خالص لدورى أبطال العرب»!.

يومها سألت نفسى: هل شاركت فى البطولة العربية بعض الفرق الهندية والباكستانية والكاميرونية؟!

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved