أسئلة ما بعد توقف «العاصفة»

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الإثنين 27 أبريل 2015 - 9:25 ص بتوقيت القاهرة

1. هل توقفت بالفعل الغارات الجوية والعمليات العسكرية لدول «عاصفة الحزم» حين أعلنت السعودية انتهاء حربها هى وحلفاؤها على اليمن أم أن الأنباء التى تواترت عن تجدد الغارات الجوية على «مواقع الحوثيين» خلال الأيام القليلة الماضية صحيحة؟

2. ما هى تفاصيل الخسائر البشرية والمادية التى أحدثتها الغارات الجوية والعمليات العسكرية بالشعب اليمنى وباليمن، بعيدا عن «مواقع الحوثيين» ومواقع قوات الجيش الموالية للرئيس السابق على عبدالله صالح؟ كم عدد الأبرياء من المدنيين الذين قتلوا أو أصبيوا أو شردوا؟ ما هو حجم الدمار الذى لحق بالبنية الأساسية بطرقها ومستشفياتها ومدارسها التى يصعب على اليمن الفقير وفى ظروفه الراهنة تشييدها من جديد؟ ما هى النتائج المباشرة للحرب على اليمن لجهة الأوضاع الإنسانية والمعيشية والصحية لشعبها؟

3. هل تتسم بالدقة تقارير وكالات الإغاثة والوكالات المتخصصة التابعة للأمم المتحدة بشأن أعداد ضحايا «عاصفة الحزم» المدنيين ــ قتلى وجرحى، وبشأن الدمار الذى لحق بالبنية الأساسية، وبشأن استخدام القوة المفرطة فى توجيه غارات جوية ضد مستشفيات ومدارس ومخيمات لاجئين وملاذات للاحتماء من الحرب ارتادها الناس (بما فى ذلك الاحتماء تحت جسور دمرت)؟

4. وإذا كانت تقارير وكالات الأمم المتحدة دقيقة، فلماذا تصمت السعودية وحلفائها فى «عاصفة الحزم» ولا يأتى على ألسنة المتحدثين الرسميين لا اعتذار عن الخسائر البشرية والمادية ولا تفسير لأسباب عدم تجنبها ولا تقطع الوعود الملزمة بجبر الضرر عن الضحايا وإعادة بناء ما دمر وإنهاء الكارثة الإنسانية المحيطة بشعب اليمن؟ ألا تدرك دول «عاصفة الحزم» أنها بذلك تتنكر للحقوق الطبيعية لليمن وتتورط فى تجريد لشعبه من الكرامة الإنسانية؟

5. دون الإضرار بمفاوضات أو بمحادثات قد تكون دائرة اليوم خلف الأبواب المغلقة، ما هى الملامح الرئيسية للتسوية السياسية التى تبحث عنها السعودية «للمسألة اليمنية»؟ ومن هم شركاء السعودية فى إدارة التسوية المأمولة، دول مجلس التعاون الخليجى التى شاركت فى الحرب أم مصر التى شاركت أيضا فى الحرب أم تركيا ذات العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية التجارية القوية مع طرفى الصراع الإقليميين ــ السعودية وإيران؟ وهل تفرض السعودية وحلفاؤها وإيران ومن معها الخرائط الطائفية والمذهبية والقبلية الكارثية على التسوية وعلى الشعب اليمنى، كما فرضت عليه فى الصراعات المتصاعدة قبل الحرب وأثناء الحرب وزجت به إلى حروب الكل ضد الكل العبثية واستباحة دماء الناس لعصابات الإرهاب والعنف؟

6. كيف سينقذ اليمن بعد الحرب والضحايا والدمار من دوامات انهيار السلم الأهلى وانهيار الدولة الوطنية وخرائط الطائفية والمذهبية والقبلية وضعت المعاول الأولى لهدمه وإعمال دينامية التفتت الصومالى فى جسده؟ كيف سيحمى شعبه من إرهاب القاعدة وشظاياها؟ كيف سيحاسب المتورطون فى الدماء والدمار والعنف؟ ما هى الأهمية الفعلية لإنقاذ اليمن مواطنا ومجتمعا ودولة ببناء الديمقراطية وتفعيل سيادة القانون وصون حقوق الناس وحرياتهم فى إطار مواطنة لا تميز؟ وهل تستطيع أطراف إقليمية تفتقد لكل هذه القيم أو للكثير منها أن ترسى دعائمها فى اليمن الذى يوظف كساحة لصراع يتجاوز حدوده بوضوح؟

هى أسئلة يلزم الضمير الإنسانى، كما الموقف المبدئى الرافض للحرب والانتصار لحق اليمن فى البقاء وحق شعبه فى الحياة واحترام كرامتهم وسط الخسائر البشرية والمادية التى لحقت بهم، بطرحها والمطالبة بإجابات واضحة عليها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved