برشلونة..أيها الفاشل؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 28 أبريل 2012 - 9:40 ص بتوقيت القاهرة

●● ضحكت حين قرأت أن جوارديولا «انكشف» بعد خروجه من دورى أبطال أوروبا، خاصة بعد مباراته مع ريال مدريد فى الدورى المحلى.. ضحكت لأن جوارديولا انكشف بعد فوزه بـ13 بطولة (ثلاث عشرة ).. لايوجد فريق يفوز للأبد، وكرة القدم فيها فرق كبيرة وأخرى صغيرة. والكبار يولدون كل فترة عبر التاريخ.. هكذا كان إنتر ميلان ويوفنتوس، وأياكس أمستردام وريال مدريد ومانشستر يونايتد وتشيلسى، وهكذا كان برشلونة وهكذا يولد الآن بايرن ميونيخ.. والفرق الكبيرة تعنى مواهب ومدرسة وأسلوب لعب يناسب اللاعبين وقدراتهم البدنية ومدربا موهوبا يصنع بينه وبين لاعبيه كيمياء خاصة، وهو سيجد صعوبة فى تكرارها مع فريق آخر مهما كان اسمه. فمثلا قد يجد جوارديولا صعوبة بالغة فى النجاح مع تشيلسى أو غيره.. وقصته تختلف عن قصة مورينيو مع بورتو وتشيلسى وميلان وريال مدريد لأنه يفرض أسلوب لعب لا يقوم على مواهب غير تقليدية.

 

 ●● تلك الآراء الانطباعية التى تتحدث عن انكشاف مدربين ولاعبين بسبب بطولة أو مباراة، وتتحدث عن نهاية عصور وبداية عصور، هى فى الواقع آراء تكشف غياب العمق وسطحية التحليل، وهؤلاء أصحاب مدرسة التقييم على أساس النتيجة وهى مدرسة أصيلة فى المحيط العربى..

 

●● ربما يغيب برشلونة وتغيب الكرة الإسبانية عن البطولات لفترة، لكنها لو كانت صاحبة صناعة صحية وحقيقية فسوف تنهض مرة أخرى.. حدث ذلك فى تاريخ اللعبة عشرات المرات، مع هولندا، وإيطاليا، وألمانيا، وفرنسا، والبرازيل والأرجنتين..

 

●● قال جوارديولا تعليقا على خروج برشلونة: «لا أعرف السبب، كنا الأفضل. دافع تشيلسى بنظام رائع وكافح بقوة.. ربما علينا أن نغير من أسلوب الهجوم. نغير من الإيقاع. لابد ان نكون أهدأ فى بعض الفترات..».

 

وأظن أن هذا صحى، فمن أهم أسرار البرازيل هو تغيير الإيقاع.. أما الذين يظنون أن أسلوب «تيكى تاكا» هو السبب أو أنه جديد. فهم لا يعلمون أن ريال مدريد كان يلعب بهذا الأسلوب مع جيل دى ستيفانو وبوشكاش وخنتو، ولعب التيكى تاكا حين حضر للقاهرة لمواجهة الزمالك، وهذا هو نفسه أسلوب لعب المدرسة الإسبانية فى الستينيات.. لكن تسمية الإسلوب نفسه هو الجديد، ونشأ عام 2006 بفضل المعلق الإسبانى الشهير أندرياس مونتيس، خلال تعليقه على مباريات كأس العالم 2006 لقناة لا سيكستا الإسبانية.. وطور كرويف الأسلوب مع برشلونة وبعده ريكارد ثم أضاف جوارديولا الكثير..

 

هذا مجرد تعليق على مقالات وتصريحات وأفكار وصفت برشلونة بأنه فريق فاشل..؟

 

●●●

 

●● الفشل الحقيقى هو ما جرى من اعتداء على لاعبى الزمالك من جانب لاعبى الجزيرة الليبى فى بطولة أفريقيا لكرة اليد.. هذا الاشتباك فى ساحة الرياضة هو: الفشل دون عناء.. هو عنوان الفشل واضمحلال الفكر والأخلاق والتحضر وهو سلوك مقرف ومقزز وأحمق يمارسه الرياضيون العرب حين يلتقون ويلعبون، وهم طوال العمر يتشدقون بالوحدة واللغة الواحدة وعلاقات الأشقاء.. ولا يمكن أن ترى مثل هذا السلوك الغبى والأحمق فى مباريات دول أوروبية عاشت ألف عام سابقة فى حروب وقتال؟  

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved