قرار الأهلى والبطولة العربية..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 28 أبريل 2017 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

** القرار الفنى للمدرب. القرار السياسى للإدارة. ومع تقديرى لوجهة نظر حسام البدرى، فإن طرح فكرة الاعتذار عن البطولة العربية خطأ جسيم.. لماذا؟
لقد صدرت موافقات وأعلنت من الأندية التى تقرر مشاركتها ومنها الأهلى والزمالك. وموعد البطولة معلوم. والاتحاد العربى أعلن أنه راجع مواعيد مباريات بطولتى الأندية الإفريقية مع الكاف. ولا أعرف هل وقعت عقود مع الأندية العربية التى أعلنت مشاركتها أم أن الاتفاقات سارت بطريقتنا العربية «كلمة شرف».. ولو كانت الأخيرة فهى يجب أن تحترم.
** فى الأمر الفنى هناك سؤال يطرح نفسه وإجابته معروفه، لكن السؤال هو أبو المنطق: أيهما أهم اللقب الإفريقى أم الجائزة المالية العربية؟
فورا لاشك أنه اللقب الإفريقى. لكن هذا سؤال مسطح، وتلك إجابة مسطحة. فهناك ما هو أعمق.. فالأهلى والزمالك قوة ناعمة فى الإقليم العربى والإفريقى والآسيوى، ونحن فى القرن الحادى والعشرين، تغيرت استراتيجيات الأندية الكبرى. لم يعد كافيا الانحسار داخل المحلية، ولا بد من الانطلاق ومن الانتشار الإقليمى والفوز بجماهير فى المحيط. وقد اكتسب الأهلى والزمالك شعبية عربية مبكرة فى الستينيات، والحفاظ على تلك الشعبية ضرورة، بل وزيادتها ضرورة. ثم هناك الدور السياسى للمؤسسات الرياضية الكبرى ومنها بالطبع الأهلى والزمالك. وهذا الدور يفرض على الأهلى ممارسته بإيجابية. وهذا الدور مع مفهوم القوة الناعمة للفريقين الكبيرين يفرض عليهما المشاركة.. وأكتب هذا الكلام إيمانا به وليس فى سياق الفكر «الحنجورى الشهير حيث يباع الكلام، ويعلو حديث المزايدة فى الكلام وينسحب عند الفعل»..
** فنيا أيضا.. ما هى قيمة كل هؤلاء النجوم الذين يحشدهم الأهلى فى قائمته.. أعتقد أنه من الممكن جدا إجراء عمليات تدوير، والدفع بنجوم الفريق فى المباريات العربية.. وأعلم جيدا منطق الأهلى فى هذا الشأن، ففى يوم من الأيام سألت حسن حمدى حين كان رئيسا للنادى: لماذا لا يركز النادى على البطولات الأهم، ويضع أولويات ثم يحدد المشاركات. وأجاب حسن حمدى: الأهلى وجمهوره لا يقبل إلا باللعب على الفوز بكل بطولة يشارك بها.
وفى هذا السياق لم أوافق حسن حمدى. فهناك أولويات. ثم يمكن ترتيب فترات راحات أكبر للاعبين فى الدورى المحلى بعد أن مضى الفريق فى طريق الدرع تاركا الفرق الأخرى تمضى فى الاتجاه المعاكس..!
** فى الأمر الإدارى هناك سؤال يطرح نفسه: لماذا لم يدرس قرار المشاركة العربية فى الأهلى قبل إعلان الاتحاد العربى.. يدرس فنيا وإداريا وسياسيا. وكان مقبولا الاعتذار قبل الإعلان وليس مقبولا الاعتذار بعد الإعلان. وهذا كلام فى سياق فكرة الالتزام الأدبى.. ثم كيف تقام البطولة فى مصر وينسحب منها الأهلى، أو يعتذر عن عدم الاشتراك بها.. كيف ينسى الأهلى دوره فى الإقليم العربى، وكيف يظن من يظن أن الدورى المصرى وحده يكفى. أو أن البطولة الإفريقية وحدها تكفى لهذا الدور. وهو دور كبير ومهم وخطير. دور تمارسه القوى الناعمة فى الدول. والقوى الناعمة هى الفن، والرياضة والثقافة والموسيقى. القوة الناعمة للبرازيل منتخبها. القوة الناعمة لإسبانيا هى برشلونة وريال مدريد. القوة الناعمة لألمانيا المانشافت. القوة الناعمة لروسيا فرقة البولشوى. القوة الناعمة لأمريكا هى السينما.. القوة الناعمة لمصر فى إقليمها كل هذا وأكثر..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved