مال ونساء
محمود قاسم
آخر تحديث:
الجمعة 28 يوليه 2023 - 8:45 م
بتوقيت القاهرة
يتميز حسن إمام بأنه يجيد اختيار نجوم أفلامه بشكل يجذب اهتمام المتفرج وهذه هى إحدى السمات التى يجب الانتباه إليها عند التعامل مع أفلامه، فهو صاحب اكتشاف أهم نجوم السينما من ناحية، كما أنه تعامل مع الأكثر أهمية بين فيلم واخر، وفى «مال ونساء» 1960 كان اهم ما فى الفيلم هو ذلك الطاقم الذى يتشكل من سعاد حسنى وصلاح ذو الفقار من الجيل الجديد، بالإضافة إلى يوسف وهبى وأمينة رزق وفاخر فاخر من الجيل القديم، ولا شك أن وجود يوسف وهبى كبطل مطلق فى هذا الفيلم قد منحه نكهة ملحوظة وهو يقوم بدور شحاتة أفندى، كان الممثل المخضرم هنا قد بلغ قمة الأداء بعيدا عن المبالغة التى اتسم بها فى الأربعينيات، خاصة أن شحاتة يمر بمراحل تحول نقلته من موظف صغير شريف إلى أمين المخازن فى شركة كبيرة ما أوقعه فى شرك الفاسدين الذين أجبروه على توقيع وثيقة، ثم صار مطيعا لأوامره وتحول إلى كبير الفاسدين، وعليه فقد تغير ايقاع حياته وانتقل الأمر إلى ابنته المتزوجة من موظف شاب اصطحبها إلى البحر الأحمر للعمل هناك، لكنها تمردت على زوجها وعيرته بأنه دون مستواها، يبدو يوسف وهبى هنا فعلا فى أحسن حالاته كممثل وينطبق الأمر أيضا على فاخر فاخر الذى عمل دوما فى أحسن حالاته مع حسن الإمام مثل «لن أبكى أبدا» و«الخرساء» فهو الذى قام بدور والد الزوج الذى يذهب إلى الفتاة كى يعيدها إلى بيتها ولكنها ترفض، يكفى هذان النجمان الكبيران فى فيلم واحد ولكننا أيضا مع الممثلة المفضلة لحسن الإمام وهى أمينة رزق التى كانت فى أحسن حالتها فى فيلم «بائعة الخبز» و«التلميذة» ما يعنى أن الفيلم بمثابة حالة تناغمية فى التمثيل، كان ينقصها شىء واحد فقط هو وجود زوزو نبيل كى نشاهد أهم مباراة تمثيلية فى السينما وللأسف أن هذا الفيلم شبه مجهول للمتفرج العادى وهو يحكى كيف قام شحاتة بالتكفير عن خطاياه وقام بحرق المخزن فى موسم الجرد لينتهى الفيلم بمشهد صلاة العيد الذى يعبر عن غسل الذنوب وبداية جديدة للزوجين المتصالحين.
فى هذا الفيلم تخلى المخرج عن كاتبه المفضل محمد مصطفى سامى وكتب فى العناوين أنه قام بالتأليف والحقيقة أن لكل فيلم من اعمال حسن الإمام حسابات خاصة تجعل الناقد محتارا فى أصل هذا الفيلم فهل نحن أمام رواية شعبية فرنسية كالعادة، وهل كان حسن الإمام أحيانا كاتب سيناريو مرموق كما حدث هنا، صحيح أن هناك اسما مجهولا مكتوبا فى العناوين ولكن اسم المخرج فى الصدارة، نعم أعترف أننا لم نقرأ جيدا حتى الآن هذه السينما باعتبار أنه كان غزير الإنتاج وطويل العمر ما يصيب الباحث بالحيرة التى تتجدد كلما شاهدنا أفلامه مرة أخرى.
كما أن الإمام قد راهن على النجمين الجديدين سعاد حسنى وصلاح ذو الفقار، الأولى تابع رحلته معها وقدمها فى السبعينيات فى أشهر أدوارها فى «خلى بالك من زوزو» و«أميرة حبى أنا» بمعنى أن حسن الإمام قد آمن بموهبة سعاد حسنى وكان يتتبعها من فيلم إلى آخر وعلى كل فرغم اختلافنا معه فإنه قامة كبرى فى التعامل مع النجوم ويكفينا الرجوع إلى فيلم «زقاق المدق» وكل هذه المجموعة من النجوم.