هذه هى أشد نظريات المؤامرة جنونا بشأن فيرجسون

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: الخميس 28 أغسطس 2014 - 12:27 م بتوقيت القاهرة

نشرت مجلة ذا نيوريبابليك الأمريكية مقالا للكاتب جوش كوفنسكى استعرض فيه أشد نظريات المؤامرة جنونا المتداولة بشأن أزمة فيرجسون. جاء فيه: «هل علمتم أن مايكل براون الأسود الأعزل ابن الثامنة عشرة الذى قيل إنه قتل على يد ضابط شرطة أبيض من فيرجسون مازال حيا فى واقع الأمر؟ وأن الجثة التى نشرتها وسائل الإعلام لم تكن حقيقية؟ بل إن براون ربما لم يكن له وجود بالمرة، ووالداه ممثلان؟ هل علمتم أن هذه الخدعة المحبوكة جرى ترتيبها لصرف انتباهنا عن «الجرائم الصهيونية الكبرى، بما فى ذلك الفشل الإسرائيلى الواضح فى غزة، حيث هزمهم الفلسطينيون»؟

وذكر كوفنسكى أن هذه الروايات تقول إنك إذا كنت تصدق رواية «التيار العام» للأحداث فقد خدعتك الحكومة. ذلك أن ما يحدث فى واقع الأمر فى فيرجسون ليس نتاج سنوات عدم المساواة الاقتصادية والتوتر العنصرى. وتختلف نظريات المؤامرة فى هذا الخصوص.

ويروى الكاتب ما يزعمه أليكس جونز من «إنفووورز» عن أن وزارة العدل اتحدت مع الشيوعيين والفهود السود «لاختطاف ما كانت إلى حد كبير احتجاجات سلمية تحولت إلى عنف شديد فى الأيام الأخيرة». وفى فيديو بعنوان «الجيش يعترف بخطة لإعدام الأمريكيين بالجملة»، يقول إن الجيش لديه خطة قتال سرية «لاستخدام القوة المميتة ضد الأمريكيين السلميين غير المسلحين» أى الأمريكيون الأفارقة. كما يقول إن «هذه محاولة لبدء الحرب الأهلية، حيث سينظمون بعد ذلك هجمات إرهابية ويلقون باللوم على حركة الحرية أثناء الحرب العنصرية، وبعد ذلك يدعون الفدراليين يدخلون ويسحقون أهل الأحياء الشعبية، وبشكل أساسى الميليشيا البيضاء، كحجة لاستعادة النظام»، بل إنه يستشهد بتكتيكات الدولة الإسلامية والنازيين.

وأشار كوفنسكى إلى ما نشره دين جاريسون عميد موقع D.C. Clothesline (منشر غسيل واشنطن العاصمة) فيديو من يوتيوب للمستخدم «DAHBOO77» («Underworld World News») يزعم أنه يعرض «عميلا محرضا» يرد قنبلة دخان على الشرطة. فما هو الدليل على ذلك؟ أنه كان يعمل بمفرده، لكن «الشرطة لم تتفاعل مع هذا الرجل».

ويتساءل جاريسون: «هل هذا الأمر كله عبارة عن مسألة مرتبة سلفا؟ وفيما يتعلق بأن هذا قد يبدو بعيد الاحتمال، أقول لا شىء مستحيل. فقد زعموا أن الرجل الذى فى الصورة يعمل مع مدينة فيرجسون وشك البعض فى أنه زرع لإغواء الآخرين». (يقول «DAHBOO77» إن الرجل عامل نظافة فى مجلس مدينة فيرجسون).

بل إن هناك فيديو يزعم أنه يبين إيجور ستريلكون، القائد الانفصالى المفقود الموالى للروس فى شرق أوكرانيا الموجود فى فيرجسون.

ويرى الكاتب أن هذا كله هراء، لكن نظريات المؤامرة هذه، كما هو الحال دائما، تحتوى على شىء من الحقيقة. نعم، فالنائب العام إيريك هولدر والفهود السود الجدد موجودون فى مدينة فيرجسون وقد حض الغرباء على كثير من العنف.

ويتساءل الكاتب لماذا فيرجسون؟ فغالبا ما تزدهر نظريات المؤامرة عندما تكون المعلومات ناقصة أو متضاربة. وقبل وفاة براون، كان هناك إسقاط الطائرة الماليزية. وقبل ذلك كان تفجير ماراثون بوسطن. وقبل ذلك بكثير كان الحادى عشر من سبتمبر. وهذه المآسى كلها يجمعها شىء مشترك وهو الوفاة نتيجة لعنف غير متوقع. أما فيرجسون فكان بها مكوِن إضافى خاص بتورط الحكومة الفيدرالية وقوة الشرطة التى جرت عسكرتها. وكانت ستصبح مفاجأة لو لم تبرز نظريات المؤامرة فى الأسبوعين الماضيين.

وفى ختام المقال يتساءل كوفنسكى عن مدى ضرر نظريات المؤامرة، ويجيب بأنها فى أفضل الأحوال مضيعة للوقت والجهد إلى حد كبير. وفى أسوئها تصرف انتباه بعض الأمريكيين عن القضايا الحقيقية التى تثيرها الأحداث فى فيرجسون وهى اتهام الأفراد على أسس عنصرية، والفصل العنصرى الاقتصادى، وأفراد الشرطة الجاهزين للحرب. وإذا كنت تميل إلى نظريات المؤامرة، فمن الممكن أن تقول إنها اخترعت من أجل هذا السبب نفسه

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved