تداعيات إبعاد الإخوان عن وزارة الكهرباء

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الخميس 28 أغسطس 2014 - 10:01 ص بتوقيت القاهرة

وزارة الكهرباء قررت تحت ضغط الرأى العام ان تبعد عشرات القيادات داخلها عن مناصبهم إلى مواقع هامشية بتهمة انتمائهم لجماعة الإخوان وتسريبهم لمعلومات حساسة إلى إرهابيين يستخدمونها فى مهاجمة محطات وأبراج ومحولات الكهرباء، وبالتالى زيادة غضب الشعب على الحكومة، فى اطار محاولة انهاك النظام الحالى كى يعود الإخوان للحكم مرة أخرى.

وزارة الكهرباء استبعدت 7 قيادات بشركات نقل وتوزيع الكهرباء وهناك مرحلة ثابتة متوقعة تضم مديرى العموم.

القرار السابق خطير وينبغى مناقشته بهدوء شديد لنصل لحلول عملية تحفظ مصالح الناس، وفى نفس الوقت لا تأخذ العاطل بالباطل.

علينا ان نفكك الموضوع حتى نصل إلى الأسئلة الرئيسية:

أولا: هل هناك من يعارض ابعاد أى موظف فى أى مكان يمكن ان يهدد مصالح الناس؟. الإجابة هى لا، خصوصا اذا كان فى مكان حساس جدا مثل مرفق الكهرباء.

ثانيا: إذا كنا قد استبعدنا قيادات الكهرباء خوفا من مساعدتهم للإرهابيين.. أليس مطلوبا ان تكون الخطوة التالية هى ابعاد كل القيادات الإخوانية أو المشكوك فى انها إخوانية من مواقعها المؤثرة ؟!.

تعالوا نمد الخيط إلى آخره ونتصور ان بقية الوزارات قررت ان تحذو حذو وزارة الكهرباء.

فى هذه الحالة سيتم ابعاد مئات وربما آلاف القيادات من مواقعها، وربما لن تكون كلها «إخوان» أو متاعطفة معهم، بل شخصيات مختلفة مع الحكومة سياسيا أو بسبب شكاوى كيدية.

هل هناك حل أمثل للخروج من هذه الدوامة الجهنمية؟!.

 للأسف لا يستطيع أحد أن يعارض قيام وزارة الكهرباء أو غيرها بإبعاد الإخوان من المناصب الحساسة طالما انهم يرفعون علنا سياسة العصيان المدنى وتعطيل المرافق والمؤسسات لإسقاط الحكومة أو النظام أو الدولة. وفى الوقت نفسه علينا ان ننظر بعمق إلى نتائج تطبيق هذا الأمر على أرض الواقع والمتمثل فى مزيد من الاستقطاب والشروخ والانقسامات فى المجتمع.

عندما يهاجم شخص أو مجموعة أو عصابة أو منظمة محطة كهرباء أو مياه أو يعطلون المواصلات فإن الحكومة لا تملك ترف التمحيص وهل هؤلاء إخوان ام سلفيون جهاديون، وهل هم من داعش والقاعدة أو مجرد صبية ومرتزقة.

أغلب الظن انها ستبعد كل من تقول التقارير الأمنية انهم إخوان أو متعاطفون معها كما قالت وزارة الكهرباء.

مرة أخرى: ما هو الحل العملى؟

الحل موجود عند جماعة الإخوان فقط وهو ان تعارض النظام كما تشاء، لكنها عليها أن تتوقف على تحريض أنصارها على العنف والتخريب، وتسيير المظاهرات المسلحة، وتحريض أعضائها على التصدى للشرطة بحجة حماية النساء أو المتظاهرين، لأن هذا لا يعنى الا الدعوة لحمل السلاح واستخدامه.

على الجماعة ان تدين بعبارات قوية كل مظاهر العنف سواء فى سيناء أو سوريا والعراق وليبيا، وان يكون ذلك مصحوبا بسلوك عملى على الأرض.

لكن طريق الإخوان التقليدية لن تنجح وهى ان تصدر بيانا يتحدث عن السلمية أو تكتب مقالا يهاجم داعش لكن سياستك على الأرض لا تختلف كثيرا عن سياسة هذه المنظمات الإرهابية التكفيرية.

استمرار سياسة الإخوان الكارثية فى المعارضة، تعنى أن الحكومة ستكون مضطرة لاتخاذ سياسات اقصائية والنتيجة على الأرض ستكون مزيدا من العنف والتقسيم والابعاد والأخطر ان تتعمق فكرة انعزال الإخوان شيئا فشيئا ويعيشون فى جيتو صغير داخل المجتمع.

ما يحدث فى وزارة الكهرباء شديد الخطورة وإذا تم تعميمه فى وزارات ومؤسسات أخرى، سيكون أخطر، ووقتها على جماعة الإخوان ألا تلوم إلا نفسها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved