هيا العب واستمتع..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 29 مايو 2016 - 11:21 م بتوقيت القاهرة

* توجه كريستيانو رونالدو إلى نقطة الجزاء، وبدا مجهدا، يسحب قدمه، وقد لعب وهو نصف مصاب، وكان ذلك واضحا، فلم يمارس خدعه، ولم يتحرك كالمعتاد، وترك الساحة لزميله جاريث بيل، الذى اعتبر من نجوم المباراة. وبثقة سجل رونالدو ضربة الجزاء التى كان يحتاجها ريال مدريد للفوز بلقبه الأوروبى الحادى عشر.

* «هيا العب واستمتع»، هى الجملة التى ينهى بها زين الدين زيدان محاضراته للاعبيه قبيل المباريات. وهو كان لاعبا يثير المتعة وينشرها فى المدرجات، بأسلوبه الرشيق فى الأداء، فيبدو أنه يرسم بقدميه، أو عازفا بهما. واستحق زين الدين زيدان، أن تكون صورته وهو يحلق فوق أعناق لاعبى الفريق فى صدر الصفحة الأولى لجريدة الإيكيب الرياضية الفرنسية الشهيرة مع مانشيت يقول: «الفخم»..!

* على الرغم من أن المباراة النهائية لدورى الأبطال كانت معركة مدريدية، فقد جرت فى أجواء احتفالية. جمهور غفير للفريقين.. دموع حزن. دموع فرح. طفل يبكى. فتاة تبكى. رجل يبكى.. ووسط تلك المشاعر، تنفجر البهجة فى النهاية.. وهى تلك الرياضة التى نشتاق إليها.. وقد أصبحنا نراها خارج نطاقنا، ونردد فى كل مباراة نفس الكلام، صياغة أو مثل عازف الربابة، الذى يكرر نفس الموال، على مدى 30 عاما.

** تفوق ريال مدريد فى الشوط الأول. هاجم بشراسة. ثم دافع بشراسة فى الشوط الثانى أمام ضغط أتلتيكو مدريد الشرس أيضا. وعندما اشتعل الصراع فى هذا الشوط ارتفعت درجات المتعة. فالصراع هو جوهر كرة القدم وأصلها. وكنت مثل الكثير من المشجعين أشفق على فريق أتلتيكو، وليست المسألة أنى كاتالونى أشجع برشلونة، وإنما أتلتيكو فريق مكافح متحمس، إلا أن دييجو سيميونى مصاب بالنحس الهندى!

***

* «هيا العب واستمتع».. أرددها لبطل الرمح المصرى إيهاب عبدالرحمن الذى أحرز المركز الأول فى رمى الرمح بالدورى الماسى فى أريجون بالولايات المتحدة، مسجلا 37ر87 متر متوفقا على الكينى يوليوس ييجو (68ر84) بطل العالم. والألمانى توماس روهلر (53ر82).. وهو إنجاز يحسب لعبد الرحمن، علما بأن رقمه الأفضل قدره 89,21 متر. وإيهاب عبدالرحمن صاحب روح خفيفة الظل، مارس رياضة الرمح بالصدفة، ويمارسها بلا ضغوط، على الرغم من القدر الهائل من المسئولية الملقاة فوق ظهره، وسط مناخ يطالبه بإحراز ميدالية أوليمبية فى جميع الأحوال.

* ربما شعر القليل من الناس بما حققه إيهاب عبدالرحمن من إنجاز، بينما الكنافة بالسبانخ تلهب العقول والقلوب.. لا حول ولا قوة إلا بالله!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved