العجائز البلهاء!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 29 سبتمبر 2009 - 9:18 ص بتوقيت القاهرة

 الحضور الجماهيرى هو مؤشر نجاح كأس العالم للشباب. ولاحظ أن الدول العربية التى تستضيف بطولات دولية تهتم بشهادات النجاح على التنظيم، فكلما نظمت دولة عربية أى بطولة، تجد أن حديث الساعة والدقيقة هو التنظيم الجيد والناجح، وليس الرقم والإنجاز والفوز والانتصارات.. نحن أبطال التنظيم، ونصنع المعجزات، أو نظن أننا نفعل ذلك.. هل تعلمون لماذا؟ لأننا نعمل فى الوقت الضائع، ولأننا فعلا: «الشاطرة التى تغزل برجل حمار»!

إن النجاح يجب أن يختصر فى شعور ضيوف البلد بأنهم يعيشون رحلة عامرة بالترويح والتسلية، وأنهم فى مهرجان حقيقى تتوحد فيه الشعوب ويتعارف فيه الشباب، ويتحدثون جميعا لغة واحدة. العالم يعيش بهجة المونديال والأوليمبياد كل أربع سنوات. يعيش احتفالية ويتنافس بشرف وسلام.. هذا هو النجاح!

أخطأت أثناء متابعتى لمباراة جنوب أفريقيا والإمارات عندما تلقيت مكالمة هاتفية استغرقتنى لدقائق، وخلالها سجل منتخب الإمارات هدفين وفاز بالتعادل. كانت النتيجة 2/صفر لفريق جنوب أفريقيا عند الدقيقة 90. وفى الدقيقة 92 كان منتخب الإمارات متعادلا. دروس كرة القدم لا تنتهى.. أما فرحة الجمهور المصرى بتعادل الإمارات فهى منطقية. الشعوب تملك مقياس يزن الأفعال والأقوال والمواقف، بعيدا عن خطب أهل السياسة التى لا تقول شيئا!

يرفض جمهور ليفربول بيع النادى إلى الأمير السعودى فيصل بن فهد بن عبدالله، وهذا الجمهور غير سعيد بملكية جورج جيليت وتوم هيكس الحالية. وهم يرون أن النادى يجب أن يأخذ بتجربة برشلونة الإسبانى فيمتلكه جمهوره. وعرض الشراء المقدم يصل إلى 350 مليون جنيه استرلينى. وقد حقق ليفربول أكبر عقد رعاية لقميصه فى تاريخه، وقدره 80 مليونا لمدة أربع سنوات.. المهم أن الجمهور يناقش ويبدى رأيه فى قرارات إدارته وأحيانا تستجيب الإدارة وفى أحيان تتخذ قراراتها وفقا لمصلحة النادى التى تراها، ولأنها هى الإدارة التى تقود وتقرر وليس الجمهور. ويحدث ذلك فى سياق حوار بعيد عن الانفعال والغضب والهتاف والسباب و«الكباب»!

بمناسبة ليفربول كنت أظن أن الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم غنى، يملك الكثير من المال، لكنه «الصيت ولا الغنى» فهو يتلقى إعانات من الحكومة، وقد أرسل وزير الرياضة البريطانى جيرى ساتكليف مؤخرا خطابا إلى الاتحاد يطالبه بالتخلص من «العجائز البلهاء» بداخله، وضرورة تحديث الاتحاد والانفتاح على النساء والأقليات كى تصبح تلك المؤسسة أكثر شبابا، وإلا سوف يمنع عن الاتحاد الإعانة الحكومية التى يتلقاها سنويا وقدرها 25 مليون جنيه استرلينى..

دعكم من الإعانة، ومن دعم الحكومة للاتحاد الإنجليزى وفكروا فى نص الخطاب، وفى «العجائز البلهاء».. وسوف ترون كيف أن وزراء الشباب والرياضة عندنا على مر العصور فى غاية الأدب!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved