الوداد لم يقع فى أخطاء النجم..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 29 أكتوبر 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

** لعب الأهلى مباراة جيدة أمام الوداد المغربى، ومع ذلك تعالت الانتقادات بصفة عامة بناء على النتيجة، وهذا قد يكون منطقيًا من جانب المشجع، لكن عند تحليل أى مباراة، يجب النظر إلى الأداء بصورة أعمق، خاصة أداء الفريق المنافس، وفى ضوء ذلك، كان بمقدور الأهلى التقدم بهدفين أو ثلاثة فى بداية المباراة، لكنه لم ينجح لإهدار الفرص السهلة، كما أن الوداد تماسك سريعًا ونظم صفوفه، على المستوى الدفاعى، ولم يتوجه إلى هجوم عشوائى أهوج كما فعل النجم الساحلى، وحقق الوداد التعادل فى المرة الوحيدة تقريبًا التى دخل فيها صندوق الأهلى.. بهدف تجلت فيه براعة بن شرقى، بينما أخطأ سعد سمير فى تأخره فى مقابلة الكرة قبل نجم الوداد.

** على الرغم من البداية الرائعة فى مباراة الوداد بهدف مؤمن زكريا المبكر إلا أن هناك فارقا كبيرا بين النجم والوداد، وهو ما أشرنا إليه فى التعليق على الفوز الكبير الذى حققه الأهلى على بطل تونس وكان كما يلى: الهدف المبكر الذى سجله رجل المباراة على معلول، هدف فى الوقت الرائع والذى ترتب عليه ارتباك خطط وسيناريوهات النجم، وارتباك مدربه، فقد كان الوقت يسمح له بتنظيم فريقه، واللعب على أمل اقتناص هدف التعادل الذى يصعد به إلى المباراة النهائية، لكنه لم يفعل، وترك لاعبوه يندفعون فى هجوم أهوج وعشوائى، وهذا الخطأ الذى وقع فيه النجم الساحلى لم يقع فيه الوداد.. بل وزاد لاعبو الفريق المغربى بهدوء الأداء وتبادل الكرة والمراكز بسلاسة ودون عصبية.

** تعرض بعض نجوم الأهلى لانتقادات حادة. ومنهم أزارو. وقد خضع لرقابة صارمة، وقيدت المساحات الضيقة سرعته، ففقد أهم أسلحته سرعة الجرى كما أهدر فرصة لا تهدر.. وتلك المباريات تكون الفرص فيها عزيزة، كذلك روقب عبدالله السعيد كظله، وفى المرات التى فلت منها من رقيبة أنتج تمريرات مؤثرة لكنها كانت قليلة، أما أجاى فكان بعيدا عن مستواه، وهو أفضل تحت رأس الحربة، وعلى الرغم من أن مؤمن زكريا تحرك ببراعة وكان مؤثرًا جدا فى المباراة، إلا أنه عطل انطلاقات على معلول والاثنان افتقدا التناغم وتبادل الدورين الهجومى والدفاعى، فتقدما فى أحيان معا، وهو ما ترتب عليه ممارسة الوداد لانطلاقاته الخطيرة من الجبهة اليمنى.. أما اشتراك وليد سليمان فهو خطأ كبير. 

** الوداد فريق مميز، يدافع بالإسلوب الإيطالى «الشيك».. فلا تشتيت ولا تنظيف، ولا يوجد ما يسمى بمبدأ السلامة، ويضم الوداد مجموعة مميزة مثل أشرف بن شرقى ومحمد أوناجم، وصلاح السعيدى وإسماعيل الحداد وهم عناصر الوسط والهجوم.. ومع المهارات الفردية، كان الأداء الجماعى للفريق متزنًا، ومتغيرا، وتكتيكيا، فبعد هدف الأهلى مباشرة بدأ الوداد يضغط يدافع دفاع متقدم ومن منتصف الملعب، واستمر على هذا الأسلوب طوال الشوط الأول، ولكنه تراجع بخطين دفاعيين أمام صندوقه وداخله، وشكل شبكة دفاعية ضيقت المساحات، وهذا الأسلوب يمثل دائما مشكلة لفرق مثل الأهلى تعتمد على براعة لاعبيها فى تبادل الكرة وتمريرها أمام وداخل منطقة الجزاء لصناعة فرص التهديف.. مع كرات عرضية تجد 4 أو 5 لاعبين فى الصندوق.

** دافع الوداد بطريقة إيجابية، بالاستحواذ، فكلما امتلك الفريق الكرة فإنه يحرم المنافس منها.. واختصارا كانت مباراة قوية بين فريقين قويين، ويحتاج الأهلى إلى أن يلعب على ملعب مركب محمد الخامس فى الدار البيضاء بنفس تكتيك الوداد فى ملعب برج العرب.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved