كلهم خسروا

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 30 يناير 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

••أبدأ أولا بتوجيه كل الشكر والامتنان إلى الشباب الذى يحمى المنشآت العامة فى مواجهة البلطجية، إلى شباب التحرير الذى قام من قبل بحماية المتحف المصرى، وقام مؤخرا بحماية فندق سميراميس، الذى تم إنقاذ بعضه من النهب والسلب.. وفى المقابل تثور علامة استفهام بشأن هذا الانقضاض على الفندق التاريخى باسمه.. فهل كان هدف الهجوم هو إسقاط السياحة تماما؟

 

على أى حال سوف تكشف لنا الأيام وربما السنوات القادمة من كان ثوريا بحق وخرج فى يوم من الأيام من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية والتغيير السياسى العميق والجذرى، ومن خرج مرتديا ثوب الثائر ومتاجرا بالثورة، وباحثا عن العدسات والكاميرات.. وفى هذا السياق أظن أن الوطنية كلمة أعمق وأهم وأعرض من الخلافات السياسية.. أظن ذلك؟!

 

••ما علينا.. بعد يوم شاق مع الأحداث والتوتر، والعنف ثم العنف المضاد، وقد كثرت تلك الايام، أبحث أحيانا عن الراحة بمتابعة مباريات كأس الأمم الأفريقية.. وهذه المباريات خاصة بلعبة شعبية، عرفها المصريون فى سنوات ما قبل الميلاد وكتب عنها المؤرخ الإغريقى هيرودت الذى شاهد مباراة بين فريقين، يركلون كرة من جلد الماعز. وقد عاشت تلك اللعبة فى مصر عقودا وقرونا قبل أن يهددها شبح الانقراض فى القرن الحادى والعشرين، حين قتل 74 شابا فى مباراة، وحولت أوراق 21 شابا إلى فضيلة المفتى، وقتل بسبب ذلك 41 مواطنا.

 

••أعود إلى الرياضة، فقد كانت المفاجآت كثيرة فى كأس الأمم الأفريقية.. ومنها إصابة قائم المرمى فى مباراة توجو والجزائر، وقد استغرق علاج القائم 9 دقائق، ولو كانت الإصابة مزمنة ويستحيل علاجها، كان لابد من تغيير المرمى بالكامل وإلا ألغى الحكم المباراة، على أن تستكمل بدقائقها الباقية أو تعاد بالكامل حسب لائحة مسابقات البطولة. فالقانون بيقول «فى المادة الأولى الخاصة بالأدوات أن المباراة تتوقف وتعاد، ومن الملاحظات المهمة هنا أن شبكة المرمى ليست من ضمن الأدوات الرسمية فهى خارج الملعب أصلا. وأتذكر أن الأمريكيين استبدلوا مرمى بالكامل فى 7 دقائق أثناء مونديال 1994.

 

 ••أعود إلى المفاجآت فى البطولة، وأهمها تأهل الرأس الأخضر إلى دور الثمانية بعد الفوز على أنجولا، وذلك فى أول مشاركة للفريق بالنهائيات. كذلك خرجت منتخبات كبيرة. فقد شجعت الجزائر أمام توجو فخسرت الجزائر وخرجت. وشجعت تونس أمام ساحل العاج فخسرت. وشجعت المغرب أمام جنوب أفريقيا فخسرت وخرجت.. ونظرت إلى المرآة بحثا عن أى علامات تشير بمسئوليتى على تلك الخسائر.. حتى إنى فكرت فيما بعد بنقل تشجيعى إلى ساحات السياسة وفرقها.. لعل وعسى يخسر ويخرج الفريق الذى أشجعه؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved