حوار مع جيل اليوم

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الجمعة 30 يناير 2015 - 7:40 ص بتوقيت القاهرة

 عائشة سلطان

كما‎ توقعت تماما، فبعدما ألقيت محاضرة قصيرة حول اللغة العربية وأهميتها كمكون ثقافى وكعنصر أولى من عناصر الهوية العربية والإماراتية بطبيعة الحال، وبعد أن قرأت المادة الخاصة بلغة الدولة من دستور الإمارات، وبعد أن استعرضت مجموعة من الحكايات حول دور وأهمية اللغة بشكل عام فى حياة غيرنا من الشعوب وطريقة احتفائهم بلغاتهم وعملهم الواعى والدءوب للدفاع عنها وترسيخها فى وجدان الأجيال كافة، وبعد أن شكرت الطالبات على حسن الإنصات وأبديت استعدادى الكامل لتلقى أى أسئلة أو مداخلات فيما يخص موضوع الحلقة، إذا بأكثر من طالبة يبدين ملاحظات وجدت أنه من الصعب تجاهل الرد عليها كما وجدتها محرجة للقائمين على مشروع تعزيز اللغة العربية فى مجتمع الامارات.

بطبيعة‎ الحال فإن كل ما جاء من تعليقات على ألسنة الطالبات كان متوقعا بالنسبة لى، لأننى اتابع كتابات الكثيرات منهن على مواقع التواصل ولدى مجموعة ممن هن فى مثل هذا العمر فى عائلتى، ولذا فليس من الصعب تخمين الطريقة التى يفكرن بها والأهم من ذلك الطريقة التى يبدين فيها آراءهن، وهذه بالنسبة لى بدت أكثر أهمية، فهناك درجة من اللامبالاة وعدم الاكتراث أحيانا لمواقع ومكانة من يتحدثون اليه.

ان قيمة الاحترام للأكبر سنا ومقاما وتحديدا للمعلم أحسبها قد انحسرت بشكل واضح وربما ولت إلى غير رجعة مع انقراض ذلك الجيل الذى كان يخاف من فكرة دخول غرفة المعلمات أو المعلمين، أو يفكر ألف مرة قبل المرور من أمام غرفة مدير أو مديرة المدرسة (غرفة الناظر أو الناظرة) هذه المفاهيم أصبحت من مخلفات مرحلة سابقة ما قبل المولات والموبايل والتويت والانستجرام.

وهنا فلا اعتراض على صيرورة وقوة التغيير فى الحياة وتفاوت وجهات النظر ما بين الأجيال، لكن الاعتراض دائما يبقى قائما حين يصير الصح والخطأ وجهة نظر!

مع‎ ذلك فقد تذكرت أننى تركت مجال التعليم إلى الصحافة بسبب تلك التغيرات فى السلوك والتصرفات والتعاطى مع التعليم والمعلم، والتى طرأت على جيل التسعينيات من طالبات وطلاب المرحلة الثانوية (كنت ادرس لهذه المرحلة تحديدا)، هذه التغيرات الجذرية التى لم أتمكن من احتمالها والتعامل معها بالسلاسة المطلوبة.

وقد خرج معى من المجال مجموعة أخرى للسبب نفسه قيل عنا يومها أننا متزمتون فيما يخص الأخلاقيات وأن هذه تخضع للتغيير والتطور (تماما مثل قانون الارتقاء لدى دارون)، ولكننا لم نصدق يوما نظرية دارون أو على الأقل لم نتبنها لا فى الخَلق ولا فى الخُلق بفتح وضم الخاء...

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved