بلاتر.. والربيع الكروى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: السبت 30 مايو 2015 - 9:15 ص بتوقيت القاهرة

•• لم أستطع الانتظار حتى ظهور نتيجة انتخابات الفيفا. وأجلس الآن أمام الشاشة متابعا بلاتر وهو يلقى كلمته «التى يستعبط فيها العالم ويغلفها بالحكمة».. وبالفعل يبدو لى بلاتر أنه يرقص رقصة التانجو الأخيرة، حالما، ومدعيا لا يصدقه أحد. ومن يصدقه فقط هم أعضاء الجمعية العمومية للفيفا الذين ترتبط مصالحهم بوجوده شخصيا وليس بمصلحة كرة القدم. والعجيب أن يرقص بلاتر التانجو بينما الدنيا حوله ترقص «التويست، والشيك، والروك أند – رول». العالم حوله يهتز. وهو مازال يدعى الحلم والوداعة والحكمة والنظافة.. وهو مشهد يذكرنى بأجواء الربيع العربى.. فنحن فى هذه الايام نعيش أجواء الربيع الكروى.

•• رؤساء دول الربيع العربى كانوا يرون الثورات تفور وتغضب، وقد توالت خطاباتهم عن المستقبل وعن تنظيف ما لم ينظف. وتظهير ما لم يطهر. طوال 40 و30 عاما. كذلك بلاتر تحدث فى أيام الأربعاء والخميس والجمعة عن العاصفة التى تهز أركان الفيفا، وعن نيته البقاء لتطهير المؤسسة. وقال نصا: «لن أسمح بأن يستمر هذا العار، لذلك قررت البقاء».

•• حذر بلاتر من أن هناك «اخبارا سيئة اخرى قادمة» فى كلمته الافتتاحية خلال كونجرس الفيفا يوم الخميس، وقال: «إنها اوقات صعبة وغير مسبوقة فى تاريخ الفيفا.. واعتبر بلاتر ان «المتهمين جلبوا العار والذل إلى كرة القدم وهذا الامر يتطلب اتخاذ قرارات من قبلنا لاننا لا نستطيع ان نسمح بتلطيخ سمعة كرة القدم وفيفا اكثر واكثر»، يجب ان يتوقف هذا الامر هنا والان».. واعترف بأن هناك من يرونه مسئولا عن الفضيحة والعار. «عندما يرتكب بعض الاشخاص الاخطاء فهم يحاولون اخفاءها، لكن فى النهاية فانا اتحمل مسئولية تجاه سمعتنا وحسن ادارة منظمتنا ومن واجبى ايجاد الحل المناسب والمضى قدما».

•• هكذا كعادته باع اعضاء الفيفا كما باع من قبل محمد بن همام وجاك وارنر وتشاك بلازر وغيرهم. فالمهم أن يشترى نفسه.. ومن عجائب هذا الرجل أن يعترف بمسئوليته ويتنصل منها فى آن واحد. وهو بذلك يفترض أنه خارق الذكاء والعالم كله أهطل وأغبى من الغباء.

•• بقاء بلاتر سيكون هو أول الأخبار السيئة التى تحدث عنها أمام الكونجرس. فعندما تهدد أوروبا بالانسحاب من المونديال فى حالة بقاء بلاتر فإن ذلك يعنى بالفعل انهيارا لكأس العالم. فبدون السوق الأوروبية تفلس البطولة. كما هددت شركات رعاية كبرى بالانسحاب من الفيفا. وهذا تهديد اقتصادى آخر.. آليست تلك كلها أخبارا سيئة وعدنا بها بلاتر فى الربيع الكروى؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved