الأهلى.. انتصار الشباب

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 30 يونيو 2014 - 5:37 ص بتوقيت القاهرة

•• مثل شريط كاسيت منقرض، أو شريط فيديو قديم، ورغبت فى الإسراع من مشاهده بحثا عن المشهد المهم، فإنك تضع يدك على كلمة «فوروارد» فتتحرك الصور أمامك بسرعة حتى تصل إلى ما تريد. وهكذا كانت مباراة القمة بين الأهلى والزمالك. سريعة للغاية من الطرفين. دون تهدئة. واللاعبون لا يتوقفون عن الجرى. وأنت لم تصل بعد إلى المشهد الذى تريد أو تنتظره أو تبحث عنه. مشهد الأداء الأفضل المنظم. والأهداف التى تفرز من هجمات منظمة.. وعدم تغيير الإيقاع نقطة ضعف فى أى فريق. لا يمكن أن تمضى مباراة كاملة بإيقاع واحد. والإبطاء فى بعض الأحيان يكون بحثا عن وسيلة أو جملة. ولم نشهد فى المبارة هذا البحث، وإنما قليل جدا من الجمل التكتيكية، فاللاعبون من الفريقين يجرون خلف الكرة الشقية. ويفترض أنهم هم الذين يدفعون الكرة ويجعلونها تجرى..

•• ليس صحيحا أن فتحى مبروك لم تكن أمامه اختيارات. كان يستطيع اختيار السيد حمدى، ورءوف. وشديد. لكنه قرر أن يلعب بالشباب، بخمسة منهم.. عمرو جمال، وهو أساسى على أى حال. ثم كريم بامبو، وتريزيجيه، ورمضان صبحى، أحمد نبيل مانجا. وهؤلاء كانوا مصدر التهديد المستمر للزمالك بالهجوم المضاد.. كانوا مثل العفاريت فى جريهم. كانوا يجرون وتكاد تسمعهم يصرخون فرحا: هيه.. هيه.. لكن هجومهم لم يكن منظما بالدرجة الكافية. واتسم بالفردية من جانب كل منهم. وفى المقابل كان أداء الزمالك سريعا للغاية. كان مندفعا. ومتسرعا. وغير منظم أيضا. الفريق يصل إلى حافة منطقة الجزاء الخاصة بالأهلى ثم يقف ويسأل: ماذا نفعل؟ ماذا بعد ذلك؟ خاصة أن حركة أحمد جعفر ثم أحمد على داخل الصندوق ليست بالسرعة الكافية للتخلص من الرقابة أو صناعة مساحة بجانب عدم القدرة على التصرف فى المساحات الضيقة..

•• تعطل عبد الشافى بفعل أحمد فتحى. وتعطل حازم إمام بفعل عمر جابر ومحمد إبراهيم. وفقد الزمالك طرفيه، فخسر أحمد جعفر إمدادات الكرات العرضية التى يستقبلها بضربات رأس. وبهذا كله فقد الزمالك الكثير فى اللقاء. ثم كان خروج محمد إبراهيم ثم عمر جابر أثر على قوة الزمالك الهجومية وعلى قدرته فى الوصول إلى صندوق الأهلى.. فكلاهما يجيد التمرير لمن يدخل منطقة الجزاء من الزملاء، نكرر لمن يدخل، ففى أحيان كثيرة لا يكون هناك أحد..

•• خالص الاعتذار لكأس العالم.. ولمباراة البرازيل وتشيلى التى شاهدتها معادة وأنا أعرف نتيجتها، فكانت باردة للغاية بعكس المشاهدة الطازجة.. وهارد لك للزمالك.. وقد وحشتنا كلمة مبروك.. وبرافو فتحى مبروك. فالشباب بالسرعة والحيوية والطاقة يستطيع أن يعوض نقص الخبرة. إن السرعة اليوم هى أهم المهارات.. برافو شباب الأهلى. انتصاركم كان انتصارا للشباب..

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved