نتنياهو سيجد صعوبة فى إقناع الإسرائيليين بأننا انتصرنا

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: السبت 30 أغسطس 2014 - 11:51 ص بتوقيت القاهرة

يوسى فيرتر

هناك عدد من الأسئلة المهمة والاستراتيجية التى قد نحصل على الإجابة عنها فى المستقبل البعيد، من بينها: هل حققت إسرائيل الردع ونجحت فى كىّ الوعى الفلسطينى؟ وهل نجحت فى إخضاع تنظيمات الإرهاب؟ وهل تدمير غزة والقتل الجماعى للمدنيين ومئات آلاف اللاجئين واغتيال المسؤولين الكبار فى «حماس» سيدفع بالذين سيحلون محلهم فى القيادة إلى التفكير مرتين أو ثلاث ؟ مرات قبل الجولة الثانية مثلما جرى لحزب الله فى 2006 فى الوقت الذى نعيش فيه كل يوم بيومه، فإن صورة الوضع التى تمليها الرواية العامة ــ السياسية، كئيبة وثقيلة الوطأة ومرّة. فخلال خمسين يوما من القتال الذى انتهى بالأمس، لم تملك إسرائيل زمام المبادرة ولم تقد ولم تفرض شيئا (باستثناء اغتيال قادة حماس ربما بينهم محمد ضيف). فى معظم الأحيان، انجرّت وردّت على «حماس».

إن النقطة المثالية للخروج من المعركة كانت بعدما انتهت معالجة الأنفاق.

لكن الطرف الثانى لم يبد تعاونا، واكتشفت إسرائيل أنها لا تملك استراتيجية لمواصلة القتال. هرب سكان الجنوب من منازلهم، وخضع مطار بن غوريون للتهديد، وجرى استهداف تل أبيب رمز الحصانة والقوة الإسرائيلية، مرات عدة، وجرى القضاء على العطلة الكبرى، وتراجعت السياحة، ويلعق الاقتصاد جراحه، وقُتل نحو 71 شخصا بينهم عشرات الجنود الشبان وطفل. وبقيت «حماس» صامدة وها هى تنظم الاحتفالات بانتصارها المزعوم، وتستعد للتفاوض على مطالبها. هذا ما تراه وتشعر به أغلبية الجمهور فى إسرائيل، ولا يهمها على الإطلاق الألم والمعاناة والضرر الذى لحق بالقطاع. لذا فالإسرائيلى العاقل سيجد صعوبة فى تصديق صيغة «نحن انتصرنا» التى سيرددها الناطقون باسم الحكومة على مسامعنا من الصباح حتى المساء.

وفى الواقع يكشف التراجع، حتى لا نقول الانهيار، فى نسبة التأييد لرئيس الحكومة، عدم استعداد الجمهور الإسرائيلى لتبنى الرواية التى يسعى نتنياهو إلى غرسها فى نفوسهم. وتنتشر هذه الأجواء بصورة خاصة وسط قاعدته الانتخابية وفى أوساط اليمين، مما سيشكل بالنسبة إليه تحديا سياسيا كبيرا.

ليست غزة وحدها بحاجة إلى إعادة إعمار من جديد، بل أيضا صورة نتنياهو التى جرى العمل عليها لعشرات السنين بوصفه «رجل الحرب على الإرهاب». لقد انتهت المعركة العسكرية، والآن سيبدأ السياسيون بالكلام. سيبقى وزراء اليمين وخاصة زعيما حزبى البيت اليهودى وإسرائيل بيتنا، نفتالى بينت وأفيغدور ليبرمان، فى الحكومة ما كان ذلك يخدمهم، وسوف يستغلون مناصبهم من أجل إطلاق الانتقادات ضد نتنياهو. وفى الانتخابات المقبلة من المنتظر أن ينسخوا شعاراته الانتخابية والشعارات التى رفعها الليكود فى 2006 و 2009 وأن يستخدموها فى الطريق إلى صناديق الاقتراع.

ثمة مشكلة أخرى قد يصادفها نتنياهو وهى خسارة الاحترام والتقدير للزعيم.

ليس لدى نتنياهو حكومة أخرى (على الرغم من أن حزب شاس برئاسة آرييه درعى ينتظر بفارغ الصبر الدخول إلى الحكومة)، وليس هناك ما يدفعه اليوم إلى الإسراع فى تقديم موعد الانتخابات والمخاطرة بمواجهة صعبة داخل حزبه. إنه بحاجة إلى وقت لترميم صورته وإعادة بنائها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved