شوطة.. شاليط

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأحد 30 سبتمبر 2012 - 8:35 ص بتوقيت القاهرة

●●كما تجرى النار فى الهشيم، انتشر خبر تكريم نادى برشلونة للجندى الإسرائيلى شاليط بدعوته لحضور مباراة الكلاسيكو يوم 7 أكتوبر.. وقبل أن تقضى النار على الهشيم انطلقت دعوات تدعو لمقاطعة برشلونة فى المنطقة العربية. وقبل أن تصبح مقاطعة برشلونة مثل كرة نار تجرى وتحرق بلا توقف، أعلن النادى الإسبانى أنه لم يدعُ شاليط، لكنه وافق على حضوره المباراة فى المدرجات أثناء زيارته لبرشلونة. وفى الوقت نفسه قررت إدارة النادى دعوة محمود سرسك الذى اعتقلته السلطات الإسرائيلية ثم أفرجت عنه فيما بعد، وكذلك دعوة رئيس الاتحاد الفلسطينى لكرة القدم جبريل الرجوب والسفير الفلسطينى فى إسبانيا موسى عامر..

 

●●الضغط الإعلامى والأدبى جعل النادى الإسبانى يسرع فى توضيح الأمر من خلال موقعه الرسمى. وهذا يعنى أهمية المنطقة العربية لبرشلونة كقاعدة جماهيرية. وهذا سلوك احترافى عميق. فالأندية الأوروبية أصبحت حريصة على فتح أسواق مشاهدة وقواعد انتماء لها فى مختلف دول العالم. هى تبحث عنها فى العالم العربى وفى الصين وفى الولايات المتحدة وفى أمريكا الجنوبية، وتفتح مدارس مماثلة لمدارسها كما فعل برشلونة فى الأرجنتين حين افتتح مدرسة مشتركة مع بوكا جونيورز..

 

●●قيمة كرة القدم تتجلى فى هذه القصة. فالأندية ليست مجرد ساحات تمارس فيها الألعاب. إنها كيانات سياسية واجتماعية، ومعظم الدِّربيات فى العالم ولدت من بطن الصراع السياسى والاجتماعى والطبقى والدينى. بدءا من ريال مدريد وبرشلونة، ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتى وانتهاء بالوحدات والفيصلى، والترجى والأفريقى، لكن بعض الدِّربيات ولدت من بطن المنافسة والندية ومنها النصر والهلال، والمريخ والهلال، والأهلى والزمالك. وتلك هى الحقيقة التاريخية..

 

●●قيمة برشلونة تتجلى أيضا فى حرصه على شعبيته العربية، وفى اهتمام إدارته بجمهور فريقها فى المنطقة. كما أن الموقع الرسمى للنادى الكتالونى شرح موقفه من الصراع العربى الإسرائيلى، والدور الذى لعبه من أجل السلام فى المنطقة.. وللأسف كثيرون من حكومات المنطقة العربية تختصر الأندية فى أنها مواقع ألعاب، ولهو ولغو. وبعضها بالغ واختصر الأوطان فى فرق، فتشدو وسائل الإعلام بالأغنيات والأناشيد الوطنية يوم يفوز فريق أو حين يحرز لاعب هدفا..

 

●●الأندية كيانات مهمة.. وتعد أقوى الأحزاب..

 

●●●

●●مقال يوم رحيل عبدالناصر كان تسجيلا للحظات عاشها جيلنا بمشاعره وبعواطفه، ولم يكن المقال تقييما لعصر عبدالناصر ولدوره ولمعاركه. تلك مسئولية التاريخ الذى لم يكتب بعد بضمير وطنى غير متحيز وغير متعصب لعصر.. نحن لم نتعلم بعد فكرة تقييم الناس والحكام والأحداث بمنطق حساب الأرباح والخسائر. مازلنا نلعب فريقا ضد فريق. يفوز فريق على جثة الفريق الآخر. لذلك نرى أنه صعب جدا أن يجرى حوار بين مصريين. فالحوارات كلها إما إرسال وإما استقبال. لا أحد يرسل ويستقبل.. أليس هذا هو الحوار؟!

 

●●الأستاذ صالح: نعم قضية النوبة تستحق الاهتمام والمتابعة بدلا من تلك القرارات التى صدرت لمجرد ذر الرماد فى العيون..؟

 

 

 

 

 

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved