الصين تستورد كرة القدم

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 30 ديسمبر 2011 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

** الصين أصبحت قوة اقتصادية مذهلة، وتملك أكبر احتياطى من العملة الصعبة، واعتقد أنه يتجاوز 4 تريليونات دولار (أربعة آلاف مليار دولار) وحتى تدرك ضخامة هذا الاحتياطى، فإن ما تملكه مصر الآن يقترب من 20 مليار دولار، وتلك ليست مقارنة، ولكنها عبرة أو يمكن أن تراه رسما بيانيا توضيحيا.. المهم أن الصين التى أصبحت قوة اقتصادية تتجه الآن إلى صناعة كرة القدم، وتلك الدولة التى تصدر إلى العالم كل شىء، بما فى ذلك الكرة الجلدية ذاتها من مصانع تحمل ماركات عالمية، ها هى تستورد لاعبين، وقد كان التعاقد مع انيلكا (32 عاما) نجم تشيلسى الإنجليزى للعب لفريق العاصمة الاقتصادية شنغهاى شينهوا بدءا من العام المقبل بعقد لمدة عامين، مجرد حلقة من سلسلة تعاقدات بدأت منذ فترة مع نجوم عالميين.. ففى يوليو الماضى تعاقد فريق جوانججو ايفرجراندى مع لاعب الوسط الأرجنتينى داريو كونكا إلى مقابل 10 ملايين. كما سبق للفريق نفسه ضم البرازيليين كليو وموريكويفى منذ عام..وسوف يتقاضى أنيلكا راتبا أسبوعيا قدره 200 ألف جنيه أسترلينى مقابل 90 ألفا فى الأسبوع كان يتقاضاها من تشيلسى.. وهاهو جوانججو ايفرجراندى يسعى للرد على الصفقة التى قام بها خصمه المحلى شنغهاى شينهوا بإغراء دروجبا.

 

** نجحت الصين فى صناعة كل شىء وأى شىء، من الصاروخ إلى الفانوس، لكنها لم تنجح فى صناعة كرة القدم، ومازالت اللعبة هناك تعانى من الضعف، ومن الفساد أيضا بعد أن تعددت فضائح الرشاوى والمراهنات، ولم تحقق منتخبات الصين لكرة القدم أى نتائج جيدة فى جميع المستويات، فهل تنجح باستيراد النجوم فى صناعة المستوى؟

 

فى مطلع السبعينيات حاولت الولايات المتحدة أن تصنع اللعبة من حيث انتهى الآخرون، فقامت باستيراد نجوم مثل بيليه وشيناجيليا وجورج بيست وبيكنباور وعشرات غيرهم لعبوا لأشهر الفرق فى ذلك الوقت وهو نيويورك كوزموس، لكن فشلت الصناعة تماما.. وهو فى الواقع أمر يعكس فكر اقتصادى صحيح، فلا يمكن للاستيراد أن ينتج فريقا قويا دائما يمثل الصين مستقبلا، فهؤلاء النجوم بمقدورهم أن يثيروا المسابقات المحلية، لكنهم لن يثيروا المنتخبات، وقد فطنت أمريكا لذلك، وكذلك تعلمت اليابان وكوريا الجنوبية.. وأخذ خبراء اللعبة فى تلك الدول يبحثون فى جينات اللاعب وماذا يملك من قدرات ومن مهارات كى تنمى ثم تكون سلاحا يواجهون به المنتخبات الأخرى، وكانت السرعة واللياقة الفائقة، والتمرير القصير، والكرة الأرضية، والتنظيم سلاحا جوهريا ندا للمهارات والقدرات الإبداعية.. وبذلك قد تنجح الصين فى رفع مستوى مسابقاتها المحلية، لكنها إن لم تصنع كرتها فإنها ستعانى كما عانت ومازالت الكرة الإنجليزية، التى اختارت أموال وقوة البرييمر لييج وفضلته على قوة المنتخب.

 

** يبقى فى موضوع استيراد الصين للنجوم أن كل دولة الآن تدرك أن حدودها لم تعد كافية فى السياسة والاقتصاد والرياضة والفن، وأنها يجب أن تلحق بالإقليم وبالقارة وبالعالم.. ومنذ سنوات توجهت أندية إنجليزية وإسبانية وإيطالية إلى الشرق الأقصى الآسيوى بحثا عن شعبية وموارد جديدة.. فهذا عالم يصغر كلما مضت السنوات..؟   

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved