شكرا حسام.. وافرح ياكونتى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 30 ديسمبر 2016 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

** فى القمة 113 شوط أول للأهلى بالفرص والإيجابية على المرمى، وشوط ثانٍ للزمالك بالامتلاك والاقتراب من منطقة الجزاء لكن بدون تصوير، المباراة شهدت تغييرا فى استراتيجية الأهلى التقليدية، فلم يلعب لعبة التمرير.. وعلى الرغم من تفوقه فى الشوط الأول كانت تمريرات الزمالك أكثر، واعتمد البدرى على عرضيات حسين السيد، وهو قطار خفيف سريع يمضى دائما بجوار الخط، بينما معلول مثل طائرة مقاتلة سريعة تهاجم بالمناورة ويدخل صندوق المنافس معززا القدرة الهجومية.. والتغيير فى الأسلوب كان عبر إطلاق كرات طويلة. وتقصير زمن الهجمة، حتى أن إكرامى صنع هجمة مرتدة كادت تسفر عن هدف بعد 3 تمريرات فصفق له البدرى.. وهذا التغيير لم يغير فى فلسفة الأهلى وفى جرأته وثقته الهجومية فقد هاجم ووصل وأهدر الفرص فى هذا الشوط..

** لعب الأهلى على ناصف وحسنى.. ومنعهما بواسطة وليد وحسين السيد ومؤمن من عبور خط منتصف الملعب. فأصبح الزمالك صقرا بلا جناحين، ولم يحلق لمدة 45 دقيقة. فكيف لطائر أن يطير بدون جناحيه؟.. وتفوق الثنائى أحمد فتحى وعاشور على الثلاثى إبراهيم صلاح، وطارق حامد، ومعروف يوسف.. وفتحى ما شاء الله يساوى (2 ).. وعلى الرغم من تحييد عبدالله السعيد، كان هناك مؤمن زكريا فهو مثل عقرب يتسلل بين الشقوق ويصيب ويقتل..

** الزمالك أخطأ بالدفع بستانلى المصاب فى التسخين، وحين أصيب وخرج أصيبت الخطة، فالكرة الطويلة التى كانت سترسل إلى ستانلى خلف دفاع الأهلى خرجت من الحسابات. وكان الدفع بمحمد إبراهيم دفعا لمهارة أضافية.. لكن لابد من إعادة تعريف المهارة فى الكرة المصرية، لأن «السبعة» ليست مهارة كافية الآن. وربما تسجل وتنتصر المهارة بفطرتها لأيمن حفنى لأنه قادر على الفوز بفاولات وضربات جزاء بسيطرته الفائقة على الكرة.. إلا أن مهارة حفنى تحتاج إلى مهارات الصنعة، وهى مهارات شغالات النحل فى مملكة النحل.. فهل تنتج الملكة بدون شغالات؟!
** تغييرات حلمى كانت سليمة. أحمد رفعت لاعب وسط مهاجم واثق من نفسه، ومهارته تكتيكية بجانب مهارة السيطرة على الكرة. كذلك شوقى السعيد. ومع أنه صاحب نزعة دفاعية إلا أنه هاجم من الجبهة اليمنى. والسؤال هنا: هل معنى ذلك أن يبدأ حلمى بأحمد رفعت بدلا من لبدء بشيكابالا مثلا؟ لو عرف قدرات رفعت لبدأ به فى بعض المباريات.. لأنه على أى حال قد يدافع قليلا. وهو أمر لا يجيده شيكابالا أو حفنى.. عموما أطلق الزمالك كرات عرضية بعدما استرد جناحيه. لكن المشكلة أن الكرة كانت ترسل للمنطقة ولا تجد الرأس..!

** الزمالك عنده أزمة فى الثلث الأخير الهجومى من الملعب. وقد أشرت إليها منذ أكثر من عام. فالفريق لا يملك قوة هجومية داخل الصندوق. حفنى يلعب من خارج المنطقة ويدخل نادرا خاصة إذا واجه دفاعا يدفعه دفعا للخارج. وشيكابالا لا يدخل المنطقة. ومعروف يتقدم أحيانا ويقف على حافة المنطقة. وإبراهيم صلاح إذا تقدم فهو يتقدم فى كرات ثابتة ويدخل المنطقة. والنتيجة هى أن باسم مرسى يظل وحيدا دائما فى المنطقة..

** يقابل ذلك فى الأهلى مجموعة هجوم تدخل وتقتحم، ولا تعتبر منطقة الجزاء كهفا يسكنه أسد يستحق الحذر. فيدخل السعيد وزكريا ووليد ومروان وأجاى وفتحى ومعلول وأحيانا غالى أو نيدفيد.. وتلك النزعة قديمة فى كرة الأهلى..

** المباراة خلت من متعة المحاولة والمحاولة المضادة. وكان اللعب تجاريا.. والمستوى 4 من عشرة. وإذا كان حسام البدرى اعتذر على فرحته، وهو يشكر على ذلك. فإنهم هناك فى العالم الآخر لا يصادرون فرحة أحد بانتصاره مهما كانت درجة التعبير مبالغة عن الفرحة.. والمثال هو كونتى مدرب تشيلسى وإيطاليا، فهو يقفز فرحا وقد يسقط فى المدرج خلفه.. وحين احتفل أربع مرات بنفس الطريقة عندما هزم مانشستر يونايتد ذهب إليه مورينيو وقال فى أذنه همسا: «كفاية تفرح مرة واحدة. مش لازم أربع مرات. أنت تقصد إهانتى؟!»

** شكرا على اعتذارك يا حسام.. وافرح يا كونتى؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved