المؤتمر الوطنى للشباب بأسوان.. ما الجديد؟

هدى رءوف
هدى رءوف

آخر تحديث: الثلاثاء 31 يناير 2017 - 11:10 م بتوقيت القاهرة

للمرة الثانية يُعقد المؤتمر الوطنى الثانى للشباب فى ظل تنفيذ توصيات مؤتمر الشباب بشرم الشيخ ليكون آلية شهرية تنفذ توجهات الدولة فيما يتعلق بالشباب وقضاياهم، وانعقد المؤتمر بأسوان ليعكس توجه الدولة نحو جعل المؤتمر آلية محددة ومركزة فى قضاياه حتى يسهل تنفيذها من خلال التركيز على احتياجات قطاع جغرافى وسكانى محدد، لذا فاختص المؤتمر بمناقشة قضايا الصعيد من منظور شبابه وخلق منتدى حوار بين شباب الصعيد والمسئولين.الصعيد مجتمع المتناقضات الذى تختلط به الفرص الواعدة والتحديات الكثيرة فى آن واحد.

بداية، يجب أن أشير إلى أن إحدى اضافات المؤتمر، هو قيامه بدور تسويقى وتعريفى للشباب المصرى عامة لأهم انجازات العام الماضى المتعلقة بهم، وتوعيتهم بالفرص المتاحة لهم فى كافة المجالات للتعريف بها والاستفادة منها مثل مبادرة البنك المركزى لمنح قروض للشباب، وتبسيط الإجراءات لصغار المستثمرين منهم، وتخصيص نسبة لا تقل عن 20% لتمويل مشروعات الشباب، على الا يزيد سعر الفائدة عن 5% فائدة سنوية،وهناك ايضا مبادرة "مصنعك جاهز بالتراخيص" المقدمة من وزارة التجارة والصناعة بقروض ميسرة. بجانب مشروعات اسكان الشباب فى بعض المدن الجديدة، وتخصيص نسبة ملائمة من أراضى يمتلكها الشباب فى مشروع المليون ونصف فدان. لذا يُحسب هذا الجهد للمؤتمر وهو الدور الذى كان يجب أن تقوم به جهات أخرى من الدولة لتعريف كثير من الشباب بما متاح من تيسيرات وتسهيلات فى قطاعات مختلفة.

أما عن أرض الفرص والتحديات، أرض الجنوب، ذات معدلات الفقر والبطالة المرتفعة والبنية التحتية المتردية التى جعلتها طاردة للسكان وغير جاذبة للاستثمارات، وهو السبب وراء إهمال المنطقة لسنوات رغم توافر مقومات وفرص استثمار زراعية وصناعية وتجارية ومعدنية، فكان انعقاد المؤتمر فرصة لتوضيح موقع محافظات وجه قبلى من خطة الحكومة، حيث أثبتت بالأرقام والبيانات نصيب الصعيد من المشروعات القومية التى تنفذ حاليا، ذلك أن للصعيد النصيب الأكبر من أراضى مشروع المليون ونصف فدان، ومشروع الاستزراع السمكي، وتنفيذ مشروعات المياه الصالحة للشرب والصرف الصحى وإقامة محطات توليد ونقل الكهرباء، حيث أن أكبر محطة توليج كهرباء تنفذ فى بنى سويف بالتعاون مع شركة سيمنز العالمية. فضلا عن توسيع شبكة المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة فى الصعيد لمساندة الأسر الفقيرة ، ولتحفيزهم على استمرار تعليم ابنائهم والحد من التسرب من التعليم.

وهنا أود التركيز على نقطتين هامتين، الأولى هى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى (قنا- القصير-سفاجا) بما يحمله من فرص تنموية حقيقية بعد الانتهاء منه بحكم موقعه وما به من ثروات وموارد. والثانية هى تنفيذ ازدواج طريق سوهاج سفاجا، وهو ضمن تطوير شبكة الطرق القومية، وهو مطلب كثير من ابناء الصعيد. فالبنية التحتية حجر الأساس للإستثمار والمحفزة لجذب الاستثمارات والمشروعات فى أى منطقة.

وفى هذا الصدد ينبغى الاشارة الى عدة ملاحظات حول أهمية هذين المشروعين اللذين تنفذهما الدولة، أولا، أن تطوير طرق الربط بين محافظات وجه قبلى والبحر الأحمر من شأنها تسهيل التجارة الداخلية بين محافظات الصعيد، كما ستعزز الاستيراد والتصدير بعد الانتهاء من المثلث الذهبى مع دول الكوميسا عبر الصعيد، فجنوب مصر هو المنفذ إلى أفريقيا.
ثانيا، معروف ان طرق الصعيد بها أعلى نقاط حوادث مرورية لذا فالتطوير من ناحية أخرى يساعد فى تقليل خسار الارواح عليها، بما سيوفره أيضا من نقاط الاطفاء والإسعاف .
إن اهتمام الدولة بعد ثورة يونيو بالصعيد وتوجهها واضح وجلى، حيث نص دستور 2014 فى المادة (27) على أن النظام الاقتصادى يهدف إلى تحقيق الرخاء فى البلاد من خلال التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية، بما يكفل رفع النمو الحقيقى للاقتصاد القومى، ورفع مستوى المعيشة، وزيادة فرص العمل، وتقليل معدلات البطالة، والقضاء على الفقر. وفى عام 2014 تم تعديل نطاق الوحدة المحلية لمدينة الشلاتين، بفصل حلايب عن شلاتين لتصبحا مدينتين مستقلتين على البحر الأحمر. وهى خطوة أوحت بتوجه الدولة نحو التنمية الادارية لحلايب ومنحها مزيد من الاهتمام، بالاضافة الى توجيه رسالة لتأكيد سيادة مصر على مثلث حلايب وشلاتين، كما تم العمل على رفع الوعى السكانى لسكان المنطقة بتطوير محطات الارسال الإذاعى. أما لتمثيل مصالح أهالى تلك المناطق فقد تم استحداث دوائر انتخابية جديدة لم تكن من قبل مثل نصر النوبة.
بجانب هذه الجهود التنموية الكبيرة للصعيد قد يكون من المناسب ، أن يتم الاهتمام بالموارد البشرية بإنشاء مزيد من مراكز الحرف، وربط التعليم الفنى بموارد المحافظات ومزاياها النسبية، وتشجيع القطاع الخاص للاستثمار فى برامج للتدريب الفنى والمهنى، وإقامة أسواق ومعارض لعرض منتوجات ومشغولات المحافظات، وبما أننا فى عام المرأة التى وجدت مساحتها ودورها منذ ثورة يونيو وخاصة فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أن يتم منح قروض للفتيات والنساء لتشجيع الحرف اليدوية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأن يساعدهم الصندوق الاجتماعى للتنمية فى تسويق منتجاتهم، كما أن التوسع فى إنشاء المزيد من المنافذ السلعية والمشروعات التجارية بجانب الموجودة حالياً سيسهم فى توفير السلع وخفض الأسعار وتوفير فرص العمل، كما من المفيد منح حوافز للأطباء والمعلمين لتشجيعهم العمل بالصعيد.
من هنا، وانطلاقا من رمزية انعقاد المؤتمر بالصعيد، لا يمكن استمرار الحديث عن تهميش الصعيد، فخطط الدولة تجاه تطوير البنية التحتية من شأنها إيجاد بنية تحتية قوية جاذبة للاستثمار، ومن ثم عدم استمرار توجيه المخصصات المالية والاستثمارات الحكومية للبنية التحتية فقط بل الاستفادة من تلك المخصصات فيما بعد فى مشروعات أخرى تالية، فضلا عن اتاحة المؤتمر لشباب وجه قبلى التعبير بصوت عالى عن مطالب بيئتهم المحلية، بما يعكس انهم شباب واع بتحديات بيئته وكان ينتظر فرصة للتعبير ولإسماع صوته، وقد اتيحت لهم أخيرا ، لذا ربما يكون مفيداً فى ظل توجه القيادة السياسية بتعيين معاونيين للوزراء أن يتم تعيين بعض ابناء الصعيد من الشباب فى منصب معاون لمحافظى وجه قبلى.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved