قطرنة مصر.. أم مصرنة قطر؟!

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 31 مارس 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

المصريون فى قطر يعيشون الان أفضل أيامهم، هم الجالية الأكثر تدليلا، يعملون فى كل مكان وفى كل المهن والوظائف.

 

سألت عامل نظافة فى احد الفنادق عن درجة إحساسه بالأمان فرد بقوله انه بعد الثورة صارت المعاملة أفضل كثيرا، هى لم تكن سيئة فى الماضى، لكنها تحسنت اكثر الان وصارت نظرة القطريين لهم افضل حالا.

 

سألت صحافيا مصريا يعمل هناك منذ تسع سنوات عن الذى تغير فى المعاملة فرد فقال انه مناخ العمل صار افضل.

 

سألت مسئولا قطريا نفس السؤال، فقال لم يتغير شىء، ولم نلجأ فى ظل سوء العلاقات مع نظام حسنى مبارك إلى أى إجراءات تنعكس سلبا على العمالة المصرية.

 

المسئول القطرى قال ضاحكا ان العمالة المصرية أكثر من عدد السكان القطريين أنفسهم، مضيفا بتهكم: وبالتالى فالخوف هو ان تحصل «مصرنة لقطر» وليس «قطرنة لمصر» كما تخشى بعض القوى السياسية المصرية.

 

لا توجد إحصاءات دقيقة للمصريين فى قطر وإن كانت تقديرات تشير إلى ان عددهم يتراوح بين ربع ونصف مليون شخص يعملون فى كافة المهن خصوصا التدريس.

 

غالبية هؤلاء المدرسين يتعاطفون مع التيار الإسلامى خصوصا الإخوان، ومعظمهم صوت لهذا التيار وللرئيس محمد مرسى فى كل الاستحقاقات الانتخابية خصوصا الرئاسة والاستفتاء.

 

قابلت كثيرين من هذه العينة فى فندق الريتز كارلتون بالدوحة أثناء لقاء الرئيس محمد مرسى مع أبناء الجالية المصرية فى قطر، كلهم انتقدوا المعارضة والإعلام واشادوا بمرسى، وكالعادة فإنهم جميعا باستثناء السلفيين انكروا انهم من الإخوان.

 

بالطبع ليس كل المصريين فى قطر اخوانا أو سلفيين، بعضهم لم يكن منتميا لاى حزب وكان على باب الله.

 

أحد هؤلاء ــ ويعمل فى التجارة ــ كنت قد رأيته من قبل ولم يكن لديه ميول سياسية واضحة وان كان وقتها أقرب إلى التيار الليبرالى، فجأة صار إخوانيا قُحًا، وبدأ يتحدث وكأنه عضو فى مكتب الإرشاد، وبين كل كلمة وأخرى يصر على سب المعارضة وقادة جبهة الإنقاذ وكل هدفه أن يرضى أهل الحكم الجدد عسى ان تزدهر تجارته!.

 

حجم هؤلاء ليس قليلا، وهم يطبقون نظرية «من يتزوج أمى.. اقول له يا عمى»، وأغلب الظن انهم يريدون تأمين وظائفهم أو حياتهم عبر تأييد من هو فى الحكم بغض النظر عما إذا كان يحبه أم لا.

 

نموذج آخر متعاطف مع المعارضة ويقول انه بدأ يشعر بالحصار لان غالبية المصريين معه فى نفس العمل ينتمون إلى التيار الإسلامى وكل يوم يحاصرونه نفسيا لدرجة انه بدأ يشعر بالقلق على مستقبل وظيفته.

 

المتعاطفون مع المعارضة يقولون ان السفير المصرى فى الدوحة محمد مرسى قام بأخونة السفارة، نقلت هذا الاتهام إلى السفير حيث التقيته ثلاث مرات على هامش القمة العربية التى انعقدت بالدوحة، فرد ضاحكا بقوله «هذه تهمة صارت مكررة والذين يطلقونها لا يعرفون ان الذى يعين الناس هو الوزارة فى القاهرة وليس السفير، وان مكتبه مفتوح للجميع، وأن مهمة السفير هى تنفيذ سياسة الدولة ولا ينبغى ان تظهر عليه أى ميول سياسية أثناء أداء وظيفته، لأن مهمته خدمة كل المصريين بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية».

 

حال المصريين فى قطر يشبه إلى حد كبير مع الفارق حال إخوانهم فى مصر، هم ايضا يعيشون فترة انتقالية، كل يحاول الاستفادة من هذه المرحلة باقصى درجة ممكنة، يتعاطفون، يتجادلون، يتناقشون، لكن الذى يجمعهم جميعا هو الأمل والخوف من الغد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved