السينما السعودية.. القوة الناعمة

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: السبت 31 مارس 2018 - 10:30 م بتوقيت القاهرة

فى هذه اللحظات يستعد عشرات المخرجين السعوديين للسفر إلى عواصم العالم لعرض أفلامهم أمام جمهور خليجى وعربى وغربى. ففى مملكة البحرين ستُعرض أفلام سعودية ضمن فاعليات معرض الكتاب المنعقد حاليا فى العاصمة المنامة، وفى مصر ستعرض هذا الأسبوع مجموعة من الأفلام فى معرض الإسكندرية الدولى، والأمر ذاته فى لوس أنجلوس فى أمريكا حيث سيعرض 13 فيلما سعوديا أمام جمهور ينتمى لعاصمة السينما هوليوود.

هذا الحضور السينمائى المتألق تقف خلفه وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك عبدالعزيز الثقافى «إثراء»، وأبطاله هم المخرجون الشباب الذين ناضلوا فى سنوات مضت وصنعوا أفلامهم بحب وإخلاص حتى جاء الوقت الذى يُحتفى فيه بإبداعهم وبشكل رسمى من أعلى الجهات الداعمة للفعل الثقافى فى المملكة.

الرسالة المهمة التى يمكن التقاطها من هذه العروض أن المملكة تتغير للأفضل كل يوم، وأن السينما بدأت تأخذ موقعها المميز فى المجتمع بوصفها فنا راقيا يستحق أن يكون سفيرا للوطن فى المحافل الدولية. ولا تستطيع السينما ــ لكونها فن مُركبا ومعقدا ــ من نيل هذه المكانة إلا فى مجتمع متطور يؤمن بأهمية الفكر والفنون والإبداع ويحترم تعدد الأصوات. وهذه صورة مدنية وحضارية راقية سيأخذها الجمهور العالمى عن مجتمعنا عندما يشاهد الأفلام السعودية.

السينما قوة ناعمة وسفيرة حضارية بالغة الخطورة، وتأثير فيلم سعودى واحد على الجمهور يكاد يضاهى تأثير عشرات المقالات والدعايات المباشرة. وقد رأيت جانبا من هذا التأثير فى عروض الأفلام السعودية فى روسيا شهر أكتوبر الماضى، حين تفاعل الجمهور الروسى بشكل صادق مع قصص سعودية مغرقة فى المحلية وتعاطف مع شخصيات سعودية إلى درجة التماهى. وهذا التعاطف، وهذا التماهى، هو كل ما تطمح له أى دولة تريد إيصال حقيقتها إلى العالم وكسب الشعوب إلى جانبها.

شكرا.. نقولها لوزارة الثقافة التى فتحت نافذة سينمائية ضمن مجالات نشاطها، ولمركز «إثراء» على دعمه المستمر للحراك السينمائى السعودى، وللمخرجين الشباب الذين تعاملوا بصدق مع السينما فأصبحت أفلامهم خير سفير ينقل الوجه الحضارى المشرق للمملكة إلى العالم.

رجا ساير المطيرى
الرياض ــ السعودية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved