يجب أن نصغى إلى محمود عباس

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الأربعاء 31 مايو 2017 - 9:10 م بتوقيت القاهرة

«لا يوجد صوت أقوى من صوت السلام العادل والشامل، ولا يوجد صوت أقوى من حق الشعوب فى تقرير المصير والتحرر من ظلم الاحتلال. حان الوقت لنعيش، أنتم ونحن، بسلام، بتناغم، بأمن واستقرار. إن السبيل الوحيد لإنهاء الصراع والكفاح ضد الإرهاب فى المنطقة وفى العالم، يكمن فى حل الدولتين بالاستناد إلى حدود يونيو1967، فلسطين إلى جانب إسرائيل. لقد وافقنا على قرارات الأمم المتحدة، اعترفنا بإسرائيل ووافقنا على حل الدولتين، واعترف العالم، أيضا، بدولة فلسطين. حان الوقت كى تعترف دولة اسرائيل بدولتنا وتنهى الاحتلال. نحن لا نزال نمد يدنا إلى السلام».
هذا الكلام وجّهه الرئيس الفلسطينى محمود عباس إلى الجمهور الإسرائيلى بمناسبة التظاهرة التى نظمتها حركة «السلام الآن» بعد ظهر يوم السبت فى تل أبيب بمناسبة مرور 50 عاما على الاحتلال، والتى دعا المتظاهرون فيها إلى تطبيق حل الدولتين. إنها كلمات يحظر علينا تجاهلها: فهى تعبّر بصورة واضحة، وحادة، ودقيقة ليس عن تطلعات الشعب الفلسطينى فقط، بل عن تطلعات كل مواطن إسرائيلى نصير للسلام ويريد العيش فى دولة طبيعية.
وعلى الرغم من حقيقة أن المشاركين فى التظاهرة يتماهون مع الجانب اليسارى فى الخريطة السياسية فى إسرائيل، يتضح أن عدد المؤيدين لحل الدولتين كبير جدا، وهناك مؤيدون له فى داخل أحزاب تنتمى إلى الجانب اليمينى فى الخريطة. وهذا ما أظهره استطلاع للرأى نشرته مساء السبت القناة الثانية فى التلفزيون. فقد قال نصف الذين شملهم الاستطلاع إنهم يؤيدون اتفاق سلام يستند إلى حل الدولتين وعلى أساس خطوط 1967.
يدّعى رئيس الحكومة طوال الوقت أنه يطمح إلى تسوية مع الفلسطينيين. وخلال زيارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب قال نتنياهو: «للمرة الأولى فى حياتى أرى فرصة كبيرة للتغيير». فإذا كانت وجهة الأمور حقا كما يقول، فإنه يحظر على نتنياهو تجاهل الكلام المهم الذى قاله محمود عباس، ويتعيّن عليه أن يبادر إلى عقد لقاء مع الرئيس الفلسطينى، والتوقف عن اختراع شروط مسبقة للمفاوضات لا تهدف إلى إفشالها، ومن بينها المطلب القديم بالاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، والمطلب الجديد المتمثل بوقف تحويل الأموال من السلطة الفلسطينية إلى عائلات مخربين.
يعلم نتنياهو أن المعتدلين من كلا الطرفين يريدون سلاما ويعون جيدا أنه لا يوجد حل سوى حل الدولتين. وفى ضوء الكلام الأخير للرئيس الفلسطينى، يجب على كل مواطن إسرائيلى أن يسأل نفسه: لماذا بدلا من مد اليد للرئيس الفلسطينى المعتدل فى محاولة لإنهاء 50 عاما من السيطرة على شعب آخر، يفضّل نتنياهو وحكومته الاستمرار فى سياسة الرفض التى يزداد ثمنها ارتفاعا؟

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved