عن الحرب على اليمن المسكوت عنها!

عمرو حمزاوي
عمرو حمزاوي

آخر تحديث: الإثنين 31 أغسطس 2015 - 6:50 ص بتوقيت القاهرة

خطأ فادح أن يعتقد البعض أن من ينتهكون حقوق الإنسان والحريات فى البلدان التى يتسلطون عليها سيعملون على الانتصار للديمقراطية خارج حدود بلدانهم أو سيغلبون اعتبارات كرامة المواطن والمساواة وسيادة القانون على حسابات المصالح وموزاين القوة وغرائز البقاء.

خطأ فادح أن يعتقد البعض أن الحرب على اليمن التى يروج لها سعوديا وخليجيا وعربيا بكونها عملا جماعيا يستهدف إنقاذ اليمن من مصائر تفتت الدولة الوطنية وانهيار السلم الأهلى للمجتمع وتورط قطاعات سكانية واسعة فى الطائفية «الممولة إيرانيا» والعنف والإرهاب، ويدعى أيضا الانتصار لحقوق وحريات الشعب اليمنى.

خطا فادح لأن الحكومات المشاركة فى الحرب على اليمن يتناقض مجمل ممارساتها الداخلية مع مضامين الحق والحرية، ولأن بعضها تتردد فى دوائره المعنية بصناعة القرار وسياقات السلطة التنفيذية ذات الأصداء الطائفية التى توظفها إيران فى اليمن، ولأن الحرب على اليمن والتكالب الإيرانى عليها هما فى الجوهر صراع على النفوذ الإقليمى لا يتوقف طويلا عند المقومات الحقيقية لبناء الدولة الوطنية المرتبطة بالعدل ولا يكترث بشروط استعادة السلم الأهلى للمجتمع المترتب دوما على المساواة ومناهضة التمييز واحترام الكرامة الإنسانية ولا يهمه المواطن المنتهكة حقوقه وحرياته فى جميع مناطق الشرق الأوسط.

لكل ذلك تدمر اليمن وتخرب البنى التحتية للمجتمع الفقير ويقتل الناس وتفرض عليهم مصائر النزوح والارتحال، والحكومات العربية والحكم الإيرانى يواصلون تقطيع أوصال البلاد التى أصبحت ساحة من بين ساحات الصراعات الإقليمية. لكل ذلك تدمر اليمن وتستباح دماء أهلها وينتهك حقهم المقدس فى الحياة، والرأى العام العربى والإيرانى فى صمت لا قيم أخلاقية به ولا إنسانية، والجماعة الدولية العاجزة إما منصرفة لتسوية صراعات أكثر مأساوية فى العراق وسوريا وليبيا وفى عرض البحر المتوسط وعلى امتداد الحدود الأوروبية أو متورطة وفقا لحسابات المصالح والنفوذ وعلاقات التحالف مع بعض الأطراف الإقليمية فى تعتيم متعمد على كوارث الدمار والخراب والقتل التى تنزل باليمن اليوم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved