من أنتم؟ - شريف عبد القادر - بوابة الشروق
الأربعاء 1 مايو 2024 4:30 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

من أنتم؟

نشر فى : الجمعة 1 يناير 2016 - 10:35 م | آخر تحديث : الجمعة 1 يناير 2016 - 10:35 م
تعلم عزيزى القارئ أنى مقل فى الكتابة، ضيقا من مهازل تشهدها الساحة الرياضية طوال الفترة الماضية، وقناعتى بأن أمل الإصلاح بات ضعيفا فى زمن تتصالح فيه المصالح، ودفعنى لكتابة هذه السطور ما هالنى مما يحدث داخل وخارج جدران النادى القابع فى قلب الجزيرة، فمنذ ما يزيد على 20 شهرا تقريبا يعيش النادى الأهلى وضع متردٍ لم نعتده طيلة عهود سابقة، وصل عدد أعوامها 118 عاما، منذ إنشاء نادى الوطنية فى سنة 1907، إحدى قلاع الرياضة فى الشرق الأوسط.
مجالس إدارات تعاقبت على هذا النادى.. ورموز تقلدت رئاسته، أنجزت كثيرا وأخفقت قليلا، تسير الامور داخل النادى بـ«سيستم» مهما تغيرت الشخوص والأسماء، ولكن منذ قدوم المجلس الحالى مع تقديرى لاختيارات الجمعية العمومية، والاخفاقات تتوالى أخلاقيا وإداريا، وأنا هنا لا أريد الحديث عن اخفاق رياضى بضياع عدة بطولات وألقاب كروية أغضبت جماهير وعشاق النادى التى طالما اعتلى فريقها منصات التتويج محليا وافريقيا وعالميا عبر تاريخه الطويل؛ فالأهلى غاب فى عهود سابقة عن منصات التتويج، ومر بإخفاقات كروية أصعب مما يمر بها الآن، ولن نذهب بعيدا ففى مطلع الألفية الثانية غاب درع الدورى عن دولاب بطولاته اربعة مواسم متتالية، ولكن عاد الأهلى بأبنائه وروح فانلته الحمراء ليتربع على عرش الكرة المصرية لسنوات طال امدها، ولكنى هنا اتحدث عن اخفاق فى ادارة شئون هذا الصرح.
وكمتابع منذ ما يزيد على ربع قرن فى بلاط صاحبة الجلالة، لم أعهد هذه التصرفات التى دأب عليها غالبية اعضاء هذا المجلس - مع تقديرى لهم كأشخاص - فمنذ متى، وما يدور داخل الغرف المغلقة فى النادى الأهلى نسمعه ونراه عبر شاشات الفضائيات وعلى صفحات الجرائد؟، ومنذ متى، يصدر قرار بإقالة مدير فنى وتعيين آخر عقب خسارة مباراة دون الرجوع لمجلس الإدارة وقبل انعقاده أصلا؟، ومنذ متى، وجلسات المجلس يتم تسريبها بـ« الواتس آب» إلى وسائل الاعلام على الهواء مباشرة اثناء انعقادها؟، ومنذ متى يتم التعاقد مع مدير فنى «عندا» فى باقى اعضاء المجلس و«عندا» فى الجماهير الرافضة؟، ومنذ متى يتم تسريب تقارير الجهازين الفنى والادارى إلى وسائل الاعلام؟، ومنذ متى، يتم تخوين ابناء النادى مهما وصل الخلاف معهم؟، ومنذ متى، لا يعاقب لاعب خرج عن النص أو تعلن عقوبته؟، ومنذ متى، يقاد النادى من خارج مجلسه بشلة المنتفعين المعلوم انتماءاتهم وتوجهاتهم؟، ومنذ متى، يستخدم بعض اعضاء المجلس «أقلام المرتزقة» فى سب وقذف المختلفين معهم داخل المجلس وخارجه؟، ومنذ متى، يسمح لمدير النادى بسب موظف «مفصول» لمجرد أن المجلس أقاله دون سبب واضح؟، ومنذ متى، يسمح نادى الوطنية للصبية ممن يدعون الانتماء للكيان أن يوجهوا السباب لجيش وشرطة مصر، ويدفعون بـ«الخلوق» عبدالعزيز عبدالشافى للاعتذار نيابة عنهم هربا من المسئولية؟، ومنذ متى يتاجر رجالات النادى العريق بمرض رمز من رموزه لاستعطاف جماهيره واعضائه وإعلامه للهروب من مأزق «الحل»؟.
هذا جزء من كل حدث خلال الفترة الماضية وما خفى كان اعظم، ولكن الطامة الكبرى ان يخرج علينا من نجهلهم "دون قصد"، ويوجهون السباب ويكيلون الاتهامات لرموز النادى بداية من المايسترو الراحل صالح سليم، ومرورا بوزير دفاعه حسن حمدى، وختاما بأسطورته على مر العصور محمود الخطيب، وهى سابقة خطيرة لم تحدث فى تاريخ النادى، ولم يسلم منها حتى من ساندوهم فى الانتخابات الاخيرة، ولعبو دور البطولة فى «مؤامرة» إجراء الانتخابات بلائحة يشوبها العوار وقانون عفى عليه الزمن، وادخلوهم قاعة «فكرى أباظة» من الباب الضيق، وهو حلم كان صعب المنال لأغلبهم.
أعلم أن بينكم من يقول إنى مدفوع لكتابة هذه السطور كونها تأتى على صفحات جريدة «الشروق» التى يرأس مجلس إدارتها المهندس ابراهيم المعلم نائب رئيس النادى الأهلى وامين صندوقه الاسبق ورئيس لجنة الاحتفال بمئويته، واخيرا مرشح الرئاسة فى الانتخابات الاخيرة، وردى على هؤلاء، انه وبشهادة ما يزيد على 25 صحفيا واعلاميا مصريا فى مدينة العين بدولة الامارات، وجه رئيس النادى محمود طاهر الشكر للجريدة ولى، على موضوعية وشفافية ومهنية زملائى فى تغطية ومتابعة اخبار النادى، وهو امر اعتدناه فى القسم الرياضى «جريدة وموقعا» دون غرض، واختتم حديثه بأن المهندس ابراهيم المعلم، نافسه بشرف فى الانتخابات.
وأقول لهؤلاء ايضا، ان حرصى على ناد كنا نفاخر به بين الاشقاء العرب، وفى سفرنا إلى شرق آسيا والقارة العجوز باعتباره نادى القرن الافريقى، والاكثر تتويجا عالميا، والحزب الأكثر تأثيرا داخل المحروسة بجماهيريته وشعبيته، هو ما دفعنى لكتابة هذه السطور.
أخيرا.. من أنتم؟ يا من أهلتم التراب بأفعالكم وأفواهكم على رموز القلعة الحمراء، من أنتم؟ يا من قزمتم النادى العريق، من أنتم؟ يا من أهنتم سمعة وتاريخ نادى الوطنية، وبدلتم شعاره بأيديكم إلى مصالح الجميع فوق الأهلى.
شريف عبد القادر كاتب صحفي وناقد رياضي
التعليقات