تفاصيل قرار الرئيس قطع زيارته لإثيوبيا - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:13 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

تفاصيل قرار الرئيس قطع زيارته لإثيوبيا

نشر فى : الأحد 1 فبراير 2015 - 7:50 ص | آخر تحديث : الأحد 1 فبراير 2015 - 7:50 ص

فى الثامنة صباحا بتوقيت أديس أبابا، السابعة بتوقيت القاهرة، كنت أقف فى طابور طويل أمام البوابة الرئيسية للاتحاد الإفريقى للخضوع لإجراءات التفتيش الدقيقة قبل الدخول لحضور الجلسة الافتتاحية لقمة الاتحاد الإفريقى رقم 24.

بالمصادفة البحتة كان يقف أمامى فى الطابور بعض مرافقى الرئيس عبدالفتاح السيسى وأعضاء فى الوفد المصرى. أحد المرافقين كان يتحدث فى الهاتف وشبكة الهاتف ضعيفة للغاية ولذلك اضطر إلى أن يرفع صوته. سمعته يقول إن شاء الله سنكون فى المطار الساعة الثانية ظهر اليوم.

إذا المصادفة وحدها جعلتنى أول صحفى تقريبا يعرف خبر قطع الرئيس لزيارته والعودة للقاهرة لمتابعة تداعيات العملية الإرهابية فى العريش.

سألت أحد المرافقين: هل قرر الرئيس قطع زيارته؟. الرجل فؤجى بأننى خلفه فلم يؤكد أو ينفى.

سألت دبلوماسيا فى وفد وزارة الخارجية كان يقف فى الطابور نفسه فقال إن ليلة الخميس شهدت مناقشات واسعة بشأن هذا القرار لكنه لا يعلم النتيجة. اجتزنا بوابة التفتيش ودخلنا مقر الاتحاد وتحدثت مع اثنين آخرين من الوفد المصرى كى أؤكد خبر المغادرة ظهرا فلم أحصل منهما على إجابة شافية.

تناقشت مع زميلى محمد بصل محرر شئون الرئاسة واتخذت قرارا ألا أنشر الخبر مادام لم يؤكده لى مصدر واضح ومحدد خصوصا أن أحد الأصدقاء قال لى إن نشره قد يؤدى الى بلبلة لا داعى لها.

دخلنا قاعة نلسون مانديلا وبدأت أعمال القمة وبعد حوالى ساعتين صدر بيان الرئاسة بأن الرئيس سيقطع زيارته ويعود إلى القاهرة.

قبل أن يتأكد الخبر كنت أجلس داخل القاعة مع دبلوماسى مصرى خدم كثيرا فى إفريقيا وقال لى إنه يتمنى أن يستمر الرئيس فى برنامجه ويحضر كل فاعليات القمة. وجهة نظره أن الأعمال الإرهابية الكبرى صارت للأسف شبه دورية وتتم كل شهر أو شهرين ورغم خطورتها فإن المؤسسات الموجودة فى مصر ينبغى أن تتعامل معها حتى لو كان الرئيس خارج البلاد. يضيف أن وجود الرئيس فى هذه القمة هو شىء فى غاية الأهمية بل يمثل أعلى درجات الأمن القومى المصرى. هو يعتقد أن وجود الرئيس فى القمة أفضل كثيرا من مغادرته. هذا الدبلوماسى يقول إن مبارك غادر أديس أبابا فى قمة عام 1995 ولم يعد مرة ثانية وغابت مصر تماما عن إفريقيا بأكملها ولا ينبغى أن نكرر ذلك حتى لو كان الظرف مختلفا وكذلك الأسباب.

الرئيس ظل فى مقعد رئاسة الوفد المصرى لحوالى ساعتين وفى الثانية عشرة وعشر دقائق خرج ليقابل الرؤساء وكبار المسئولين كما كان مخططا ومعه وزير الخارجية سامح شكرى وجلس مكانه السفير أمجد عبدالغفار نائب وزير الخارجية لشئون المنظمات الإفريقية.

سألت أحد المسئولين فى الوفد المصرى عن تقديره لقرار قطع الزيارة ونقلت له وجهة نظر الدبلوماسى المصرى فقال إن ما فعله الرئيس هو التوفيق بين وجهتى النظر. حيث جرى نقاش معمق للخطوة وكان هناك شبه إجماع عليها لاعتبارات متعددة ومنها طمأنة المصريين بأن الرئيس معهم وتهدئة الرأى العام الذى قد يصيبه الاضطراب. يضيف المسئول أن الرئيس حضر افتتاح القمة وقبل ذلك اتفقنا مع المسئولين الأفارقة على تعديل مواعيد اللقاءات بحيث تتم كلها قبل مغادرة الرئيس وهو ما حدث بالفعل.

فقط لم يتمكن الرئيس من تسلم رئاسة لجنة المناخ التى كانت مقررة السبت إضافة إلى بعض المداخلات خلال أعمال اليوم الثانى والأخير للقمة. يصيف المسئول أنه لا يمكن المقارنة بالمرة بين ما حدث اليوم وما حدث عام 1995. الآن يدرك كل الأفارقة أن مصر جادة فى عودتها للقارة وأن قرار قطع الزيارة كان اضطراريا.

عندما اختتم الرئيس آخر لقاءاته مع رئيس وزارء السويد قال أحد مرافقى الرئيس إنه يرجو من الإخوة الصحفيين ألا يسألوا الرئيس كى يصل إلى المطار فى الموعد المتفق عليه.

خرج الرئس وجاء بنفسه إلينا محييا الصحفيين وقال: «عارف انكم زعلانيين زى كل المصريين من الحادث الإرهابى. لكن مفروض إحنا عارفين إن ده متوقع. أهم حاجة لازم تثقوا أننا سننتصر وسوف ننتصر».

عماد الدين حسين  كاتب صحفي