الرياض وطهران.. من يطوق الآخر؟ - نادر بكار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 5:31 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الرياض وطهران.. من يطوق الآخر؟

نشر فى : الجمعة 1 مايو 2015 - 9:25 ص | آخر تحديث : الجمعة 1 مايو 2015 - 9:25 ص
يبدو أن معادلة القوى فى المنطقة فى طريقها لتتغير بصورة مفاجأة غير متوقعة بعد اختلالها بشدة لصالح إيران على مدى الأربع سنوات المنصرمة.. من المبكر جدا اعتماد هذا التغير مؤشرا على بدء جنى ثمار سياسات الملك سلمان.. لكن من الصعب فى الوقت نفسه ألا نربط بين تغير معطيات الصراع فى اليمن وسوريا والعراق على الترتيب وبين استعادة الرياض وحلفائها زمام المبادرة من طهران.. فى هذه الجولة على الأقل.

اليمن كانت اختبارا هائلا للمعسكر العربى السنى فى أول مواجهة شبه مباشرة أمام طهران منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية، لم يكن اختبارا يتعلق بالجهازية العسكرية والقدرة على إدارة العمليات القتالية خارج الحدود وغيرها من الاختبارات العسكرية التقليدية فحسب، وإنما الأخطر أنه كان اختبارا للقدرة السياسية والاستراتيجية للنظام السعودى نفسه من زاوية المبادرة وإدارة الأزمة والانتقال الحذر من مرحلة إلى أخرى والانتباه جيدا لعدم التورط أكثر مما ينبغى فى الفخ اليمنى.

راهنت طهران أكثر من مرة على عجز الرياض عن مجابهة التحرك الإيرانى السريع المتزامن على أكثر من صعيد وحتى اللحظة تخسر طهران رهاناتها المتكررة بشكل مثير.. فى اليمن حاولت أن تدير الموقف بطريقتها المعهودة، حاولت الانحناء أمام عاصفة الحزم ومن ثم تستدبرها لتعاود ترتيب صفوف مرتزقيها بغرض جر الرياض إلى حرب عصابات برية لا آخر لها تستنزف الموارد ولا تحقق نجاحا يذكر على الأرض.. خسرت طهران الرهان وأعصاب قياداتها تحترق يوميا بانتظار تقدم برى سعودى لم يحدث.

وراهنت طهران أيضا على استغلال الانشغال العربى والعالمى بأقصى جنوب جزيرة العرب لتحقق هى أى تقدم ميدانى فى الجبهة السورية.. ومجددا تباغت إيران بما لم تتوقعه من تقدم سريع ومفاجئ لأربع فصائل مقاومة ثورية سورية تقلب الطاولة على نظام بشار فى توقيت هو الأشد حرجا منذ اندلاع الثورة.. الفصائل لم تلملم صفوفها ولم يتطور هجومها من قبل نفسها.. الرياض وحلفاؤها بلا شك.

ثالثة الأثافى التى لم يتحملها الصبر الإيرانى ذو الشهرة العالمية، كانت قرار الكونجرس تسليح المحافظات السنية والكردية بالعراق لمواجهة تنظيم (داعش).. هذا ما أعلن عنه قطعا، والحقيقة أنه لوقف الزحف الإيرانى الطائفى المتذرع بقتال (داعش).. ابحث هنا أيضا عن (الرياض) فى خلفية المشهد.