الجامعات العربية بمنظور أفريقى - قضايا تعليمية - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 12:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الجامعات العربية بمنظور أفريقى

نشر فى : الأربعاء 1 يونيو 2016 - 9:45 م | آخر تحديث : الأربعاء 1 يونيو 2016 - 9:45 م
بدا عالم الجامعات العربية مختلفا عند إلقاء نظرة فاحصة عليه من الطرف الجنوبى لأفريقيا. إذ غالبا ما تنظر العديد من مؤتمرات التعليم الدولية الكبرى إلى الجامعات، من خلال عدسة أمريكية شمالية أو أوروبية. لكن العديد من محاضرات مؤتمر الاتجاه إلى العالمية التابع للمجلس الثقافى البريطانى امتلكت منظورا جديدا. فمع تمثيل عربى وأفريقى فى الاجتماع أعلى من المعتاد فى معظم مؤتمرات التعليم العالمية، تولدت نقاشات مختلفة. وكان العديد منها ذو صلة بالجامعات العربية.
وفيما يلى بعض من أبرز الأفكار التى تم طرحها:

• فى بعض البلدان، قد يكون من الأفضل، كما قال بعض المتحدثين، إذا ما تطور الطلاب فى سياق ثقافاتهم بدلا من السعى لتحقيق هدف كثيرا ما يتم الاستشهاد به فى ضرورة أن يصبح الطلاب «مواطنين عالميين».

• التدويل فى كثير من الأحيان عملية يزداد الأثرياء من خلالها ثراء، مع ارتباط المؤسسات المتميزة مع بعضها البعض ليتضاعف انعدام المساواة فى طريقة توزيع أموال الأبحاث وأفضل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، حيث قال أحد المعلقين بلسان لاذع، إن هنالك وجهتى نظر فى مسألة التدويل، موضحا أن «الوردية منها كذبة».

•قد يسيل التصنيف العالمى للجامعات دموع الأمم بدلا من بنائها. فمن الممكن أن تصب الدول النامية الساعية لامتلاك مؤسسات بترتيب عالٍ عالميا كل مواردها الشحيحة على مؤسسة واحدة، على أمل أن تنال تصنيفا جيدا. ويمكن أن يأخذ هذا الموارد من الجامعات التى تدرس مجموعة واسعة من السكان.

وبغض النظر عن مدى تأثر الأكاديميين من تصنيف الجامعات، فإنهم غالبا ما يحتشدون فى جلسات المؤتمر التى تناقش هذا الموضوع. وركز الكثير من النقاش الذى دار فى جلسة «الاتجاه إلى العالمية» على التصنيفات التى تركز على التعليم، حيث قال المتحدثون إن «الجامعات التى تقبل طلابا مهيئين بصورة سيئة وتقوم بعمل جيد لتعليمهم، أو الجامعات التى تأخذ الكثير من الطلبة بدلا من التركيز على عدد قليل من النخبة تتم معاقبتها فى التصنيف العالمى. وفى حين إن مثل هذه الحجة تُسمع أيضا فى المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن معناها يتضخم بالنسبة للجامعات العربية أو الأفريقية التى تتعامل مع الآلاف من الطلاب الذين يحتاجون لمساعدات إصلاحية. قالت إيلين هاسلكورن، مديرة معهد سياسة أبحاث التعليم العالى، فى معهد دبلن للتكنولوجيا، «التصنيفات أمر لا مفر منه، مثل موقع تريب أدفايز Trip Advaisor، لكنها تعنى القليل جدا بالنسبة للطلاب.»

وفضلا عن ذلك، فإن بإمكان التصنيفات أن تخنق المناقشات الوطنية حول طبيعة التفوق الأكاديمى، بحسب بعض المتحدثين. فقد قال بليد نزيماندى، وزير التعليم العالى والتدريب فى جنوب أفريقيا، «نحن لا نناقش بشكل كاف ما نريده من مؤسساتنا».

وقد تمت إعادة النظر حتى بالفرضية الأساسية التى تقترح كون الدراسة فى الخارج قوة إيجابية على الدوام. حيث قال أحد المسئولين من جامعة كيب تاون «هل نحن بحاجة لإرسال الطلاب إلى الخارج أم أننا بحاجة للتأكد من أنهم يعايشون تجربة التنوع فى ساحتهم الخلفية؟». ودعا أكاديميون أفارقة آخرون، بما فيهم فيليكس مارنجى من جامعة يتواترسراند، لتطوير نماذج قيادة محلية، بدلا من استيراد نماذج من الخارج. ففى جنوب أفريقيا، كما قال، من المهم تطوير نماذج قيادة فى سياق فهم الفقر المستشرى فى البلاد على نطاق واسع، والإرث المستعصى لنظام الفصل العنصرى، والتقاليد الثقافية مثل طقوس العبور والتى يمكن أن تعنى لبعض الناس نهاية التعليم الرسمى.

فى العديد من البلدان، جاءت نوبة جنون المساق الهائل المفتوح عبر الإنترنت «MOOC» وانحسرت، إلا إن هذا الهيجان لم يصل إلى أفريقيا بعد. قالت كاثرين نغوغى، مديرة مشروع الموارد التعليمية المفتوحة – بأفريقيا، فى كينيا، «ليس هنالك الكثير من الناس فى القارة ممن يتمكنون من الوصول إلى التكنولوجيا لمدة تسمح لـ MOOC بأن تحدث معهم فرقا.»

لم أتفق مع كل حجة سمعتها، وأدركت بأن هذا الاجتماع لم يكن الأول فى جعل بعض البلدان النامية تستفيد من التعليم العالى الدولى. لكننى استمتعت بفرصة الاستماع والحصول على بعض الأفكار الجديدة عن قضايا تمت مناقشتها كثيرا.

ينشر بالاتفاق مع مجلة الفنار للإعلام
التعليقات