هل تغيرت قطر التى نعرفها؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 6:30 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

هل تغيرت قطر التى نعرفها؟

نشر فى : الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 7:45 ص | آخر تحديث : الإثنين 1 سبتمبر 2014 - 10:52 ص

سيكون خبرا مثيرا أن نعرف تفاصيل ما دار فى مؤتمر وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى فى جدة أمس الأول. وسيكون أكثر تشويقا معرفة تفاصيل زيارة الوفد السعودى رفيع المستوى للدوحة يوم الخميس الماضى.

مساء السبت خرج وزير الدولة العمانى للشئون الخارجية يوسف العلوى ليفاجئ الجميع بأنه تم احتواء الأزمة بين غالبية دول الخليج مع قطر، وأن سفراء السعودية والإمارات والبحرين سيعودون إلى الدوحة قريبا.

السؤال الجوهرى الذى يفترض أن يشغلنا كمصريين هو: هل هذا التطور الإيجابى سينعكس بالإيجاب ويدفع قطر للتوقف عن دعم جماعة الإخوان التى لا تخفى هدفها فى استعادة السلطة بأى ثمن؟!.

أتمنى أن تكون المصالحة الخليجية مع قطر فعلية وتجد تطبيقا على أرض الواقع، وأتمنى أكثر أن تعلن الدوحة بوضوح أنها قررت التوقف نهائيا عن التدخل فى الشئون المصرية، ويصحب ذلك بقرارات وإجراءات تجد طريقها للتنفيذ على الأرض.

وإلى أن يتحقق ذلك فإن مراقبة السياسات القطرية منذ صعود الأمير حمد بن خليفة آل ثانى نهاية عام 1995 وحتى الآن فإن علاقات الدوحة بكل من القاهرة والرياض كانت دائمة التدهور بسبب اتهام الأولى للعاصمتين بالتورط فى محاولة إعادة والد الشيخ خليفة إلى الحكم بعد أن انقلب عليه الأمير.

يعتقد هؤلاء أن هناك الكثير من الأسباب والدوافع وراء الموقف القطرى المختلف فى المنطقة، منها البحث عن دور إقليمى فى ظل امتلاكها أموالا ضخمة، ومنها التمرد على الموقف السعودى الأبوى والمهيمن والضاغط أحيانا. لكن هؤلاء يعتقدون أن السبب الجوهرى أن الأسرة الحاكمة فى قطر وداعميها الرئيسيين لديهم تعاطف حقيقى مع جماعة الاخوان وبعض الجماعات السلفية الأخرى، وأنه لا يوجد تفسير آخر لهذا الموقف القطرى المتمترس خلف جماعة الإخوان منذ سنوات عديدة.

لو صح هذا التفسير فإن العلاقات القطرية مع مصر لن تنصلح مطلقا الأن ولسنوات طويلة مقبلة.

قد تنحنى الدوحة للعاصفة الخليجية العاتية ــ المنطلقة خصوصا من الرياض وأبوظبى ــ حتى تمر، لكن فى تقدير العديد من المسئولين المصريين فإن ثقتهم فى وعود الدوحة أقل من الصفر بكثير بناء على تجارب مريرة سابقة كثيرة.

فى تقدير البعض أن الدوحة قد تكون مضطرة للتهدئة مع جيرانها الخليجيين، وهى لا تخشى عقوباتهم المالية، لكن أى قرار خليجى بحصار الدوحة ستكون له آثار كارثية عليها لأنه سيتضمن ليس فقط قطع العلاقات، بل إغلاق المجال الجوى وكذلك الحدود البرية التى يتنقل عبرها آلاف القطريين يوميا بسياراتهم.

لكن مشكلة القاهرة أنها لا تملك أى أوراق ضغط على الدوحة، إلا ورقة الخليج، بمعنى أن يضغط على الدوحة ليقنعها بأن تهديد الاستقرار فى مصر يعنى تهديدا للخليج نفسه.

بغض النظر عما ستفعله قطر مع الخليج على الأرض، فإن المرء يجد نفسه منتظرا ما سيحدث على الأرض خصوصا أن أى تغيير قطرى حقيقى سيعنى انقلابا على الذات والقناعات المرفوعة والمطبقة.

لو توقفت قطر عن دعم جماعة الإخوان فى مصر والمنطقة وكذلك دعم العديد من الحركات والمنظمات الإسلامية المختلفة، فلن تظل قطر التى نعرفها.. فهل ذلك حدث بالفعل فى جدة يوم السبت الماضى.. هل تعهدت الدوحة بالتوقف عن دعم الإخوان وغيرهم؟!

حتى الآن لم يحدث شىء ملموس لكن إذا حدث ذلك فعلا على الأرض فإننا أمام تطور دراماتيكى فى المنطقة بأكملها.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي