سَبَّابة كيرى - الأب رفيق جريش - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 12:11 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

سَبَّابة كيرى

نشر فى : السبت 1 أكتوبر 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 1 أكتوبر 2016 - 9:35 م
الأمريكيون هم أكثر شعوب العالم يعيش على سجيته وطبيعته فيأكل ما يريد ويجلس كما يريد ويلبس ما يريد حتى لو كانت الألوان غير متناسقة، وهذا إن دل على شىء يدل على مدى حرية التصرف وحرية الفكر والبحبوحة فى كل شىء التى يتميزون بها، وذلك مقارنة بشعوب القارة العجوز الذين يتصرفون بشىء من التحفظ خاصة أصحاب الطبقة الوسطى والعليا أما الدبلوماسيون الأمريكيون وإن كانوا يتعلمون المهارات الشخصية وكيفية الخطابة والتمرين على البروتوكول خاصة الابتسامة البلاستيكية الشهيرة إلا أنهم مازالوا بعيدين عن القواعد المتعارف عليها مقارنة بالأوروبيين، فمن الممكن أن نرى وزيرا يضع نعل الحذاء فى وجه المتكلم (وهناك رئيس أمريكى مشهور بهذه الحركة خاصة إنه طويل) أو يضع رجلا على رِجل أمام رئيس أو شخصية كبيرة. وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى ليس استثناء، فهو يسير ممشوق الظهر وحاد النظر فى وجه المتكلم معه ولكن الأهم استعماله الكثير لأصبع السبابة الذى يشوح به أمام المتكلمين معه سواء فى حضور مباحثات ثنائية أو حضوره اجتماعات مجلس الأمن وغيرها، فهو بهذا الأسلوب يذكرك أنه المُعَلِم الذى يُعلم الذين حوله والمسيطر على أذن سامعيه والأهم أنه هو الذى يملى شروطه على نظرائه أو أعدائه.

تصرف الوزير كيرى على هذا النحو هو صورة للسياسة الخارجية الأمريكية المتخبطة فى عهد الرئيس باراك أوباما فتارة يهدد ولا ينفذ مثل التهديد بضرب سوريا منذ سنتين، ثم انسحب وتارة يهدئ وتيرة التعامل مع القضية الفلسطينية ولا يعمل لتحقيق أى نوع من العدالة والسلام للشعب الفلسطينى وتارة يبيع لنا فكرة إيران الشيطان الأعظم صاحبة القنابل الذرية ثم يسارع للتفاوض معها ومصالحتها حتى قبل المباحثات الرسمية، ومعنا فى مصر يتهمنا بانتهاك حقوق الإنسان بينما لا يتكلم عن آلاف المعتقلين الفلسطينيين فى سجون إسرائيل وغيرها من الدول، وفى الداخل الأمريكى وعد بأن يسن القوانين التى تحد شراء واستخدام السلاح، وها هو يترك الرئاسة ولم ينفذ وعده بل أول الضحايا هم الأمريكان ــ الأفارقة الذين وعدهم مرارا وتكرارا بوعود لتخفيف التمييز عنهم ولم ينجح. فقط افتتح فى واشنطن متحف يحيى تاريخ الأمريكان ــ الأفارقة الذين جاءوا مسجونين وعبيد. فالسيد كيرى يستطيع أن يحتفظ بأصبع سبابة بجواره دون أن يشير به فى وجه المتكلمين معه خاصة لو كانوا رؤساء دول فهذه الصورة القميئة هى التى ستبقى فى أذهان الناس عن فترة حكم باراك أوباما ولا أظن أن السيدة هيلارى كلينتون المرشحة للحزب الديمقراطى ستستطيع محو أخطائه فتجربتنا المصرية والعربية معها أثناء ما يسمى بالربيع العربى للأسف سيئة للغاية ولهذه قصة أخرى.
الأب رفيق جريش الأب رفيق جريش
التعليقات