محاكمة قتلة المصريين - عمرو حمزاوي - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 9:33 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

محاكمة قتلة المصريين

نشر فى : الأربعاء 2 مارس 2011 - 9:45 ص | آخر تحديث : الأربعاء 2 مارس 2011 - 9:45 ص

 ما السبب وراء تأخر إحالة قيادات وضباط الشرطة المسئولين عن قتل شهداء ثورة 25 يناير الأطهار إلى لجان قضائية مستقلة وتعمل بعلنية للتحقيق معهم؟

أشك أن تكون أسماء قيادات الشرطة المتورطة فى قتل الشهداء غير معلومة للسيد وزير الداخلية. أشك أيضا أن يكون وضعهم تحت الإقامة الجبرية والشروع فى التحقيق معهم أصعب من الأمر باعتقال وزير الداخلية السابق. أشك ثالثا فى دقة ما يروج له اليوم من داخل بعض مؤسسات الدولة بأن التحقيق مع عدد كبير من القيادات الأمنية سيعمق من الأزمة التى تمر بها الشرطة الآن ويهدد من قدراتها على حماية أمن المواطنين.

من غير المقبول، خاصة بعد أن أثبتت أحداث الأيام الأخيرة أن البعض داخل الشرطة لم يتعلم بعد درس احترام حقوق المواطنين وحرياتهم، التباطؤ فى تشكيل لجان قضائية للتحقيق مع قتلة المصريين. من غير المقبول أيضا استمرار جهاز أمن الدولة، الذى أرهب النشطاء السياسيين والشباب المهتم بالسياسة وتدخل فى كل كبيرة وصغيرة فى إدارة مصر من الانتخابات إلى تعيين رؤساء الجامعات، بنفس قيادات ما قبل 25 يناير ودون خطوات إصلاحية واضحة. فإن لم يكن بالحل الفورى للجهاز، فعلى الأقل بإخضاعه للمحاسبة من جهات التفتيش بوزارة الداخلية والهيئات القضائية.

لا أرى سببا مقنعا واحدا لغياب المحاسبة العلنية لقتلة المصريين ولاستمرار عمل جهاز أمن الدولة دون إصلاح. وأدعو من هنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالبة حكومة تسيير الأعمال فى شخص رئيس الوزراء ووزير الداخلية بالبدء الفورى فى إجراءات المحاسبة. فلم يكن حبيب العادلى بمفرده هو المسئول عن قتل المصريين، بل تطال المسئولية السياسية رءوس نظام مبارك والمسئولية الجنائية قيادات وضباط بجهاز الشرطة نفذوا أوامر القتل دون اعتبار لحرمة الدم أو لحقوق الإنسان.

عمرو حمزاوي أستاذ علوم سياسية، وباحث بجامعة ستانفورد. درس العلوم السياسية والدراسات التنموية في القاهرة، لاهاي، وبرلين، وحصل على درجة الدكتوراة في فلسفة العلوم السياسية من جامعة برلين في ألمانيا. بين عامي 2005 و2009 عمل كباحث أول لسياسات الشرق الأوسط في وقفية كارنيجي للسلام الدولي (واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية)، وشغل بين عامي 2009 و2010 منصب مدير الأبحاث في مركز الشرق الأوسط لوقفية كارنيجي ببيروت، لبنان. انضم إلى قسم السياسة العامة والإدارة في الجامعة الأميركية بالقاهرة في عام 2011 كأستاذ مساعد للسياسة العامة حيث ما زال يعمل إلى اليوم، كما أنه يعمل أيضا كأستاذ مساعد للعلوم السياسية في قسم العلوم السياسية، جامعة القاهرة. يكتب صحفيا وأكاديميا عن قضايا الديمقراطية في مصر والعالم العربي، ومن بينها ثنائيات الحرية-القمع ووضعية الحركات السياسية والمجتمع المدني وسياسات وتوجهات نظم الحكم.
التعليقات