لماذا نفشل فى فضح العدو؟ - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:37 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

لماذا نفشل فى فضح العدو؟

نشر فى : الأحد 2 أغسطس 2015 - 6:05 ص | آخر تحديث : الأحد 2 أغسطس 2015 - 6:05 ص

يوم الخميس الماضى تسلل أربعة إرهابيين من المستوطنين الصهاينة إلى بلدة دوما جنوب نابلس، وأشعلوا النار فى بيت أحد الفلسطينيين عند مدخل البلدة، ثم هربوا إلى مستوطنة معاليه افرايم المجاورة. الجريمة أدت إلى مقتل الطفل على سعد الدوابشة حرقا وإصابة والدته إيهام «٢٦ سنة»، وشقيقه أحمد «أربع سنوات» بإصابات خطيرة.

المستوطنون يعيثون فى أرواح وممتلكات وأراضى الفلسطينيين فسادا منذ يوم ٥ يونيو ١٩٦٧، لكن درجة الوحشية بدأت تشهد زيادة ملحوظة فى السنوات الأخيرة ورأينا جريمة مشابهة للطفل محمد الخضير من حى شعفاط بالقدس الذى خطف وعذب وأحرق وهو على قيد الحياة على أيدى مستوطنين فى 2 يوليو 2014، وعثر على جثته فى أحراش دير ياسين.

بعد مقتل الدوابشة تظاهر الفلسطينيون ضد الاحتلال فى الضفة وغزة، والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» تعهد بالذهاب إلى المحكمة الجنائية الدولية، والجامعة العربية وغالبية أعضائها نددوا بالجريمة.

هل يفيد التنديد؟ قد لا يفيد كثيرا لأن مجرم الحرب الأصلى بنيامين نتنياهو أدان الحادث، بل إن وزير دفاعه موشيه يعالون اعتبر الحادث إرهابا يهوديا، فى محاولة استباقية لتصوير الحادث باعتباره عملا فرديا.

لن أتحدث عن الشجب والإدانة وردود الأفعال الرسمية أو جلد الذات والحديث عن الانقسام العربى الذى سمح للصهاينة بحرق أطفالنا فى فلسطين أحياء، سأتحدث فقط اليوم عن نقطة محددة جدا هى كيفية استغلال هذه الجريمة النكراء لفضح دولة الاحتلال العنصرى، خصوصا فى أوروبا وأمريكا، وأى مكان نستطيع الوصول إليه. هذه ليست مهمة الحكومات فقط، بل هى فى الأساس مهمة المجتمع المدنى العربى والإسلامى، وأى شخص يستطيع أن يفعل شيئا حتى لو كان محادثة مع أى أجنبى على وسائل التواصل الاجتماعى.

عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام ٢٠٠٠، لجأت المقاومة الفلسطينية إلى العمليات الاستشهادية ضد أهداف العدو فى الأراضى المحتلة، هذه العمليات يفترض أنها تندرج تحت باب المقاومة المشروعة لأنها موجهة ضد قوة احتلال. لكنها كانت توقع بعض الضحايا المدنيين الإسرائيليين المقيمين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة إضافة إلى جنود العدو.

إسرائيل كانت تستغل صور هؤلاء القتلى فى إدانة الفلسطينيين والعرب، وتصويرهم وكأنهم إرهابيون ومخربون ومجرمون.

أذكر أن سلطات الاحتلال وقتها نظمت حملة للمرور فى عواصم أوروبية كثيرة لبقايا سيارة تم تفجيرها بواسطة فدائى فلسطينى. وكسب الصهاينة تعاطفا أوروبيا وأمريكيا كبيرا لاننا لم نستطع الوصول إليهم وإقناعهم بأننا ضحية لهذا العدو منذ عام ١٩٤٨ وحتى الآن.

يفترض أن الصورة بدأت تتغير قليلا فى الغرب خلال السنوات الأخيرة، وبدأنا نرى ملامح صحوة ضمير نسبية فى عواصم أوروبية كثيرة.

رأينا العديد من الجامعات الأوروبية تقاطع مثيلتها الإسرائىلية، ورأينا العديد من النقابات والهيئات والمؤسسات الأوروبية ترفض دخول أى سلع وبضائع يتم إنتاجها فى المستوطنات الإسرائيلية المقامة فى الضفة الغربية، ورأينا بعض هذه المؤسسات يرفض الاستثمار فى أى مشروعات إسرائيلية استيطانية.

إذا كانت هذه الصحوة الغربية النسبية تتم ونحن فى أسوأ حال عربية ممكنة، فكيف ستكون الصورة إذا كان هناك الحد الأدنى من الصحوة العربية؟.

جريمة المستوطنين يوم الخميس الماضى بقتل الرضيع على سعد الدوابشة ينبغى ألا نتركها تمر هكذا. وبما أننا عاجزون عسكريا عن ردع إسرائيل، فعلى الأقل فإن الحد الادنى الممكن لتكريم الدوابشة أن نفضح قاتليه أمام العالم. علينا أن ننظم المعارض والمؤتمرات والفعاليات والندوات والورش فى كل مكان ممكن، داخليا وخارجيا، لفضح هذا العدو الصهيونى المجرم وقادته وجيشه ومستوطنيه. وبالمناسبة علينا أن نستمر فى تعليم أطفالنا وأولادنا وشبابنا أن إسرائيل هى العدو الاستراتيجى والرئيسى.. نعم نحن نواجه الإرهاب فى الداخل، لكن علينا ألا ننسى أن أخطر أعداءنا اسمه العدو الصهيونى.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي