الوباء.. صناعة الخوف - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 7:09 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الوباء.. صناعة الخوف

نشر فى : السبت 2 نوفمبر 2013 - 7:00 ص | آخر تحديث : السبت 2 نوفمبر 2013 - 7:00 ص

لا تخلو صحيفة الآن من خبر عن «وباء التهاب الغدة النكفية» فى صفحتها الأولى. الأمر الذى لا شك يثير الفزع والرعب فى قلوب الكبار خوفا على أبنائهم وعلى أنفسهم فى الوقت نفسه نظرا للتداعيات الشرسة التى يمكن أن تعقب أعراضا هينة للمرض.. تسعمائة وثمانون حالة أعلنت عنها وزارة الصحة فى تعداد لا يقل عن ثمانين مليونا بالقطع لا تمثل حالة وباء يستحق استنفارا قوميا.. أنا لا أهون إطلاقا من خطورة المرض ولا أدعو لتجاهله. المرض فيروس معد سريع الانتشار لكن بلا شك يمكن التحكم فى انتشاره إذا ما لجأ الجميع إلى وسائل مقاومته.

بداية يجب الانتباه لتطعيم الأطفال الذى يبدأ بجرعة أولية عند سن 12 ــ 15 شهرا يعقبها جرعة منشطة فى سن من الرابعة للسادسة.. تم تسجيل أول تطعيم لمقاومة فيروس التهاب الغدة النكفية فى العالم عام 1948 وبدأ استعماله مدرجا فى جدول تطعيمات وزارة الصحة المصرية عام 1999.

تعرفه جيدا الأسر المصرية بل وكان لها تاريخ فى علاجه. من منا لا يذكر طفلا فى العائلة صديقا وقد عزلته أمه فى حجرة بمفرده لتمريضه وقد دهنت الغدد اللعابية المنتفخة المتورمة بمرهم الإكتيول الأسود وضمدت ألمه بمنديل عقدته فوق رأسه؟ كانت تلك هى الوسيلة التى تلجأ إليها الأم لحماية ابنها وعلاجه ولم تختلف إلى الآن.

ليس هناك علاج شافٍ لأن العدوى فيروسية بل هو علاج للأعراض بدءا من ألم العضلات والصداع، عدم القابلية للطعام، وارتفاع الحرارة والتى تستمر لحوالى عشرة أيام يجب فيها عزل الطفل قدر الإمكان وإلزامه بالراحة فى غرفة جيدة التهوية.

تداعيات المرض بالفعل مخيفة لكنها نادرة الحدوث وإن ألمت بالمريض فهى تعالج دون آثار تذكر إلا إذا ألمت العدوى فى صورة نادرة بالخصية لدى البالغين من الرجال.

إضافة الخوف لاحتمالات المرض تثير ارتباك الأهل. هناك وسيلة واحدة حكيمة تحاصر المرض: التعريف المبسط الدقيق بسبب المرض وأعراضه ومضاعفاته، التوجيه لطرق الوقاية المتاحة من تطعيم أو مراعاة لقواعد النظافة العامة من غسيل للأيدى بالماء والصابون وعدم استعمال الأدوات الشخصية للآخرين تحت أى ظروف، وتهوية الغرف، وعزل المريض.

المعرفة هى الطريق الوحيد للوقاية من المرض أو علاجه إن ألمَّ بنا لا الخوف ولا التخويف.

التعليقات