٧٥٪ من العرب سيعيشون فى مناطق نزاعات - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 9:34 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

٧٥٪ من العرب سيعيشون فى مناطق نزاعات

نشر فى : الجمعة 2 ديسمبر 2016 - 9:30 م | آخر تحديث : الجمعة 2 ديسمبر 2016 - 9:30 م
على الرغم من أن العرب لا يشكلون إلا ٥٪ من سكان العالم فإنهم نصف لاجئى العالم، وإذا كان متوسط نسبة البطالة عالميا يبلغ نحو ١٣٪، فإنها ترتفع فى الوطن العربى إلى ٣٠٪ والأخطر أنها بين الشباب.

هذه الأرقام والإحصائيات سمعتها صباح الثلاثاء الماضى خلال إطلاق تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام ٢٠١٦ وحمل عنوانا رئيسيا هو: «الشباب وآفاق التنمية فى واقع متغير» فى قاعة محاضرات معمارى بكلية سليمان العليان لإدارة الأعمال بمقر الجامعة الأمريكية فى بيروت.

لكن الرقم الأكثر صدمة قاله أحمد الهنداوى مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشباب، وهو وجود دراسة تتنبأ بأن ثلاثة من كل أربعة عرب أى ٧٥٪ سيعيشون فى مناطق مصنفة بأنها مناطق نزاعات وحروب. الدكتور جاد شعبان الأستاذ المساعد للاقتصاد بالجامعة الأمريكية ورئيس الفريق الذى أعد التقرير، قال خلال الجلسة الأولى أن هناك ١١ دولة عربية تشهد صراعات داخلية الآن، فى حين كان عددها خمسة فقط عام ٢٠٠٢.

هذه الجلسة أدارتها الإعلامية ليليان داود وتحدثت فى بدايتها لدقائق قائلة إنها المرة الأولى التى تتكلم فيها منذ إبعادها من مصر قبل شهور.

الدكتور هانى محمود وزير التنمية الإدارية المصرى السابق سأل عن المنهج والطريقة التى تم بها إجراء الدراسة التى تتنبأ بأن ثلاثة من كل أربعة عرب سيكونون لاجئين، ورد عليه الدكتور عادل عبداللطيف مستشار شئون السياسات بالمكتب الإقليمى للدول العربية ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائى «UNDP» ومنسق التقرير، بأن الدراسة تعتمد على أن النزاعات العربية تستمر لمدة طويلة من الزمن وحتى إذا استبعدنا القضية الفلسطينية المستمرة منذ عام ١٩٤٨، فالحرب الأهلية اللبنانية استمرت ١٥ عاما، والصومالية مستمرة منذ عام ١٩٩٠، والبوليساريو أو الصحراء الغربية منذ عشرات السنين، وفى العراق منذ عام ٢٠٠٣، وسوريا منذ ٢٠١١ وكذلك ليبيا، والأهم عدم وجود أى قدرة عربية على الحل وتحول هذه النزاعات لتصبح إقليمية ودولية، مقارنة مثلا بوجود قوة عسكرية وآلية لحل النزاعات فى الاتحاد الأفريقى.

الأرقام فى جاسات المؤتمر، كانت كثيرة وغريبة وتحتاج إلى دراسة وتحليل من كل الجهات ذات الصلة.

مثلا نسبة امتلاك العرب للموبايل تصل إلى ١٢٠٪، و٧٠٪ منهم لديهم حسابات فى وسائل التواصل الاجتمتاعى، وهى نسبة مرتفعة لكنها ليست منعكسة على أرض الواقع من حيث نسبة المشاركة فى العمل العام.

من بين البيانات المهمة ما قاله د. جاد شعبان بضرورة الانتباه لاختزال الأشياء والمقولات. على سبيل المثال من بين ١٠٠ مليون شاب عربى تقريبا لا يوجد إلا نحو ٥٠ ألفا منهم متطرفين، والباقون عاديون جدا، كما أن ٨٥٪ منهم يرفضون الإرهاب، لكن الإعلام عموما والأجنبى خصوصا لا يركز إلا على نسبة الـ٤٪ فقط المتعاطفة مع داعش.

نقطة مهمة أخرى مفادها أن كثيرين منا يعتقدون أن قلة وضعف التعليم سبب فى التطرف، فى حين أن نسبة كبيرة أيضا من المتطرفين متعلمون، وبعض المنتسبين لقوى متطرفة حاصلون على شهادات ماجستير ودكتوراه.

من بين البيانات المهمة أيضا أن ٦٦٪ من الشباب العربى فى سوق عمل بصورة غير رسمية، و٧٠٪ من المصريين يعملون من دون عقود، و٤٠٪ من النساء العربيات ليس لديهم أى عمل. كما أن سوء الأوضاع والخوف من المستقبل يجعل ٢٥٪ من العرب يفكرون فى الهجرة.

لكن القضية الحقيقية التى ركز عليها كثيرون هى أن انعدام العدالة الاجتماعية يتسبب فى الكثير من المشكلات. مثلا الأغنياء العرب يذهب ١٠٠٪ من أولادهم لمدارس متقدمة ويحصلون على تعليم جيد، فى حين أن ٤٠٪ فقط من الأسر الفقيرة يذهب أولادهم لمدارس عادية، وبالتالى لا يحصلون على فرص عمل وإذا حصلوا عليها فهى ضعيفة، وبالتالى فإن التفاوت الاجتماعى ينعكس على الجميع .

أحد الحاضرين قال إننا نتحدث الآن من أفضل كيلومتر موجود فى لبنان، لكن على بعد كيلومتر واحد، ستجدون أسوأ الأماكن، وهذا الأمر موجود فى القاهرة أيضا.

إذا الإرقام كثيرة، لكن من يقرأ ويفهم ويحلل ثم يتخذ القرار، ومتى ندرك أن العدالة الاجتماعية الشاملة هى الفريضة الغائبة فعلا فى المنطقة العربية بأسرها؟!
عماد الدين حسين  كاتب صحفي