عام جديد وأحلام ننتظرها - مصطفى النجار - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:01 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

عام جديد وأحلام ننتظرها

نشر فى : الجمعة 3 يناير 2014 - 9:00 ص | آخر تحديث : الجمعة 3 يناير 2014 - 9:03 ص

عام جديد يبدأ وقلوبنا ونفوسنا مرهقة بعد سباق وتدافع من الأحداث التى لا نستطيع استيعابها، يشعر كل المصريين بالقلق على مستقبل بلادهم يخشون من القادم بعد أن كان الماضى مريرا وكلما راهنوا على أمل بددته آلام الواقع الذى لا يريد أن يستقر ولو قليلا حتى يلتقط الناس أنفاسهم.

نبدأ العام الجديد ومرحلة الفرز مستمرة تكشف عن معادن الناس ومدى ارتباطهم بمبادئهم واتساقهم معها، تقتلع الرياح الجذور المهتزة وتنهزم أمام الجذور الراسخة التى لا تنحنى ولا تميل ولا تضل وجهتها.

يدفع المدافعون عن المبادئ ثمن الثبات وعدم التلون ولكنهم لا يبالون فقلوبهم مشبعة بيقين الحق يعرفون أن هذه ضريبة الثبات وأن الزمان حين يدور وتتجلى الحقائق سيعرف الناس من كان معهم ومن كان ضدهم ومن صدقهم ومن كذبهم.

•••

نحلم بوطن يعلى سيادة القانون ويقيم العدالة حتى يجد الاستقرار الذى يهدمه الظلم والاستبداد فالأمم لا يحصنها إلا العدل ولا يحمى المجتمع إلا إحساس أفراده أنهم يستطيعون نيل حقوقهم بلا تمييز، وأنهم يرتكنون على ضمير يحكم بينهم بالعدل فيرد للمظلوم مظلمته ويأخذ على يد المسىء.

نحلم بوطن بلا فقر لا يموت فيه الفقير لأنه لا يجد ثمن الدواء ولا ينام فيه الأطفال على أرصفة الشوارع لأنهم بلا مأوى.

نحلم بوطن يقدر الناس فيه قيمة الحرية ومعناها فلا يفرطون فى حرياتهم تحت أى زعم أو دعوى ولا يسيئون استخدام هذه الحرية لأن الحرية ليست فوضى ولا كسرا لقيم المجتمع وأعرافه ومن يسيئون فهم الحرية يعودون رغما عنهم إلى الديكتاتورية ومن يفرطون يوما فى حريتهم لا يستطيعون ثانية استرجاعها.

نحلم بوطن يعرف العمل الجماعى ويقدس روح الفريق يتنافس فيه الأفراد فى النجاح ولا يتنافسون فى هدم الناجحين وتثبيط هممهم، ينسج فيه الناس حلما جماعيا يعملون له ويجتهدون حتى يرونه واقعا يغير حياة كل منهم إلى الأفضل.

نحلم بوطن يعلى الكفاءة والمنهجية لا يقدم فيه اهل الثقة على أهل الكفاءة لمجرد الثقة فى ولائهم دون كفاءة حقيقية، نحلم بوطن يختار المنهج العلمى طريقا للإدارة فلا يسمح للعشوائية والارتجالية بتسيير أمور البلاد بل يضع التخطيط فى مكانه الصحيح ويحدد أهدافه بدقة ويتعلم كيف يقوم أداءه وكيف يطوره.

نحلم بوطن يعرف الناس فيه دور الفنون والآداب فى حياتهم ويجعلونها جزءا أساسيا من طقوسهم اليومية حتى ترتقى الأذواق وتتذوق النفوس متعة الابداع وتقبح القبح وتعلى قيمة الجمال.

•••

نحلم بوطن يلتزم الإعلام فيه المهنية والموضوعية فينقل الحقائق ولا يصنع الاكاذيب ويصبح الاعلام أحد روافع المجتمع نحو التنمية ووحدة افراده، إعلام لا يبث خطاب الكراهية ولا يثير الشقاق بين الناس، إعلام يرفض أن يكون رأس المال ومصالحه هى من توجهه وتحدد اتجاهه، إعلام يدرك المسئولية الوطنية فى تنشئة الأجيال على الموضوعية واحترام العقل والتفكير السليم.

نحلم بوطن يطور مناهج التعليم فيه ويترك أساليب التلقين وقتل الابداع، يقدر قيمة المعلم ومربى الأجيال فيساعده على أن يعيش حياة كريمة يتفرغ فيها لبناء زهور الوطن ومستقبله بشكل يخرج لنا أجيالا جديدة قد محت أمية العقول والنفوس والقلوب وليس أمية القراءة والكتابة فحسب.

نحلم بوطن يضع البحث العلمى فى أولوياته ويدرك أن الاقتصاد لا يتحسن والأمم لا تنهض إلا اذا كان علماؤها هم من يمهدون لها الطريق بأبحاثهم واكتشافاتهم وأن الريادة تأتى بالعلم والإنجاز وليس الكلام.

نحلم بوطن يتربى أبناؤه على المواطنة فيعرفون حقوقهم ويؤدون ما عليهم من واجبات ولا يتم التمييز فيه بين مواطن وآخر بسبب الاعتقاد الدينى فالدين لله والوطن للجميع.

نحلم بوطن يحترم حقوق الإنسان ولا تتم فيه مقايضة الناس بين أمنهم وحريتهم، فالحرية حق والأمن حق وكل مواطن له أن يحيا آمنا يحميه القانون ويذود عنه فى حالة الانتقاص أو الانتهاك لحقوقه.

نحلم بوطن لا يسحق أحلام مواطنيه بل يجعل معيار ترقيهم وتقدمهم هو مجهودهم وبذلهم ويساوى بين الناس فى الفرص ليصبح الناجح من يرسم طريقه بجده واجتهاده وليس بوساطة الاخرين، وطن كل شخص فيه مهما كان فقره أو بساطته يستطيع أن يصل إلى ما يتمنى بطرق شرعية.

•••

نحلم بوطن يسع الجميع ولا يجعل الشعب الواحد عدة شعوب، وطن يجمع لا يفرق يحب ولا يكره يسامح ولا ينتقم، ينصهر فيه المواطنون نسيجا واحدا مهما كان اختلافهم الفكرى والسياسى فالمصلحة العليا للوطن هى غايتهم مهما اختلفت أفكارهم لتحقيق ذلك.

نحلم بوطن يعشق ابناؤه انتماءهم إليه فلا يهاجرون منه ولا يبعدون عنه ولا يكفرون به، وطن يحتوى مواطنيه ويرفق بهم ويجعل حياتهم آدمية فلا يفكرون فى أرض غير أرضه ولا حياة غير الحياة به.

نحلم بوطن يرفع كل مواطن فيه رأسه فى كل مكان يذهب إليه، ويقول أنا أنتمى لهذا الوطن وفخور به، وطن يسمع الناس اسمه فيقدرون أبناءه ويحترمونهم من قيمة وطنهم ورقيه بين الأمم.

أحلامنا كثيرة وآمالنا لا تنتهى ولكن الأمل يحتاج إلى عمل، يا رب اجعل هذا العام أسعد أيام المصريين واحفظ بلادنا ووحد شعبنا يا رب العالمين.

مصطفى النجار عضو مجلس الشعب السابق
التعليقات