قائمة الوقائع الغريبة - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 6:25 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

قائمة الوقائع الغريبة

نشر فى : الأربعاء 4 أبريل 2012 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 4 أبريل 2012 - 8:00 ص

ليست نهاية العالم أن يرشح ضابط أمن الدولة السابق نفسه رئيسا علينا، فقد «تكسرت السهام على السهام».

 

الصياغة التى قدمت بها جريدة الوفد النبأ أمس اعتبرت جرأة الضابط، وهو أيضا رئيس حزب البداية، «واقعة غريبة»، فماذا يقول الزميل محرر الخبر عن قائمة تضم أحمد شفيق وعمرو موسى وعمر سليمان وثروت الشاطر وحازم أبوإسماعيل؟

 

حاولت أن أتخيل ما سيكتبه التاريخ عن مصر منذ يناير 2011 حتى الآن، لأفهم حجم المشوار الذى قطعه هذا الشعب العظيم، المخدوع.

 

لقد خرجت الجموع غاضبة من رئيس غير أمين، وفساد المسئولين ورجال الأعمال، وجحيم أمن الدولة، والإعلام الموالس، فما الذى حدث؟

 

رجال مبارك يتحكمون فى الوزارات وأولها الداخلية، ويديرون المحافظات البعيدة والقريبة، برتبة لواء ومستشار ودكتور.

 

رجال الأعمال ثابتون كالجبال فى مواقع نهب ثرواتنا، من الحصول على الطاقة المدعومة، إلى شفط ثروات الأسمنت والذهب والبترول، إلى الفساد. حتى عندما تمخضت جماعة الإخوان، حزبنا الحاكم الأسوأ بكثير من الوطنى، ولدت مرشحا رئاسيا هو بالأساس رجل أعمال، ليمهد عرش مصر للمرة الأولى رسميا لخدمة رأس المال.

 

أمن الدولة مثل طائر الفينيق لا يموت إلا وهو يبعث حيا من جديد. بعد إعلان عرفات عن ميلاد الدولة الفلسطينية، رسم الراحل محيى اللباد كاريكاتيرا منعته «الأهالى»، لأنه جاء فى صيغة تهنئة: مبروك الدولة، عقبال أمن الدولة.

 

لا توجد دولة استبداد بلا أمن دولة، ولا تعرف الأنظمة العربية سوى حكم الاستبداد، ولا يكفى تغيير اسمه إلى قطاع الأمن الوطنى، وعلى المشككين زيارة صفحته على فيس بوك، حاجة تشرح.

 

أما الإعلام الموالس فقد أصبح أكثر موالسة، لأنه يلهث على مضمارين، الأول فى مديح المجلس العسكرى، والثانى فى إعادة الاعتبار للنظام المخلوع. ما زالوا ينفثون تحليلاتهم وتأملاتهم كل صباح ومساء فى وجوهنا: رؤساء تحرير مجلات قومية من عهد مبارك، ومسئولون سابقون عن حملات الدعاية له فى 2205، ومسئولون سابقون فى قطاع الأخبار كانوا يروجون للتوريث، ومقربون من جمال وسرور وعزمى وعز، يديرون الآن شبكات وحوارات تليفزيونية وصحف تصدر أو فى طريقها للصدور.

 

ضابط أمن الدولة السابق ليس أكثر تبجحا من شفيق وسليمان والشاطر، لكنه أكثر وضوحا وهو ينقل أوراقه من وزارة التعذيب، إلى لجنة الأحزاب ليؤسس حزب البداية، لاحظ شاعرية الاسم، ثم يضع نفسه فى طابور المتنافسين على ركوب هذا الشعب، بما إنه «من النهارده ما فيش حكومة»، ولا وعى ثورى ينقذنا، ولا ذاكرة تضع كل هؤلاء فى أحجامهم الطبيعية.

 

ويا زميلى الصحفى صاحب الصياغة الجميلة لا تقلق، فكلهم «وقائع غريبة».

محمد موسى  صحفي مصري