يحيى عبد الهادى شرف لأ ى منصب - إبراهيم يسري - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 7:19 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

يحيى عبد الهادى شرف لأ ى منصب

نشر فى : الأربعاء 3 يوليه 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الأربعاء 3 يوليه 2013 - 8:00 ص

شعرت بجزع شديد عندما جاءتنى أنباء غريبة لم أصدقها للوهلة الأولى بصدور قرار من وزير الاستثمار بإقالة الأستاذ يحيى عبد الهادى من منصبه كمدير معهد إعداد القادة بالعجوزة. ومبعث الجزع هو أننى عرفت بطلنا يحيى عبد الهادى قبل الثورة بسنوات وعملنا معا مع مناضلين آخرين ضد الفساد والاستبداد فى عهد مبارك القمعى الفاسد.

 

وقد ساندنى  وساعدنى يحيى عبد الهادى فى مواجهة فساد قطاع البترول وخاصة خيانة بيع الغاز المصرى بشكل شبه مجانى لإسرائيل، وقد شرفنى بتوكيل رسمى عام ليتدخل معى فى الدعوى وكان يحضر الجلسات ويساهم فى تنظيم الزخم الشعبى ضد هذه الخيانة، ولا أخفى أنه عندما حكم على بغرامة ١٦ ألف جنيه لأننى تجرأت بطلب رد رئيس دائرة فحص الطعون وعضو اليمين لشعورى بقلق شديد من صلة ما برئاسة الجمهورية ووزير البترول، ذهبت الى قريتى بالشرقية التفاوض فى بيع قطعة من الارض التى تركها لى والدى فتعثر  الامر لحاجته الى الوقت، وللحق فقد قاد يحيى حسين حملة لجمع المبلغ ضمن حملته الشهيرة لا لبيع مصر، وفوجئت فى صباح احد الايام أتدبر وسيلة تدبير المبلغ بالمهندس يحيى يدخل على بابتسامة نبيلة ويسلمنى بكل بساطة مظروفا يحتوى على هذا المبلغ الكبير رافضا إبلاغى بأسماء من ساهموا فى دفع المبلغ ولم يقبل محاولاتى لشكره وانصرف على الفور. 

 

●●●

 

وعندما سافرت لأمريكا لإجراء عملية قلب مفتوح لم ينقطع عن السؤال والاطمئنان عنى وبالصدفة قرأت مقالا بليغا فى جريدة التحرير يذكر القراء بالعبد الضعيف أسعدنى وأبكانى وأكد لى نبل وصفاء يحيى عبد الهادى. 

 

وعندما عدت سارت بنا أحداث وتطورات ثورة ٢٥ يناير فدفعت بالمناضلين الى اختلاف فى الرؤى حيث غلبت على خلفيتى القانونية الى تأييد الشرعية واستكمال مؤسسات الدولة وممارسة الصراع السياسى بآليات ديمقراطية وليس بالمليونيات التى تتخذ كغطاء سياسى للعنف بينما رأى أصدقائى المناضلون انه ينبغى الضغط على السلطة لإجبارها على التنحى بصورة أو بأخرى، لم يمس هذا الخلاف الاحترام والتقدير والحب مع يحيى عبد الهادى وغيره من الأصدقاء، فى إطار ثقافة الاختلاف التى لم تفسد الود بيننا. 

 

وخير دليل على ذلك انه فاجأنى بتنظيم حفل كبير لتكريمى فى مركز إعداد القادة دعا اليه كوكبة من الأصدقاء من مؤيدى شرعية الرئيس بالإضافة الى كبار أقطاب المعارضة من أصدقاء العمل السياسى اذكر منهم حمدى قنديل وعلاء الأسوانى وحمدين صباحى وممدوح حمزة وعبد الحليم قنديل وعبد الجليل مصطفى وعبد الخالق فاروق وغيرهم وألقى يحيى عبد الهادى  خطابا كريما لا استحقه بقصد تعديد مناقبى وتبعه الأصدقاء ايضا بكلمات فى هذا الاتجاه ثم سلمنى شهادة تقدير من المجلس. 

 

●●●

 

مثل هذه الشخصية العظيمة التى تصدت للفساد بكل قوة فى عهد مبارك واليد الطاهرة التى لم تمتد الى ثروة الشعب، لا يمكن اتهامها بأنها تقف مع الثورة المضادة لمجرد أنها لا تؤيد سياسة السلطة. 

 

ويبدو لى أن رفاق السوء من ضيقى الأفق الذين لم يعيشوا الديمقراطية ولم يتفهموها أخذوا على مركز إعداد القادة انه يؤجر قاعاته لبعض جماعات المعارضة قد أسروا للوزير بأن يحيى عبد الهادى محسوب على الثورة المضادة وهو الذى بقى فى الميدان طوال أيام الثورة حتى سقط مبارك. 

 

لا ادرى إذا كان يحيى عبد الهادى يقبل ذلك ولكنى اقول لوزير الاستثمار أنه أخطأ فى قراره وأدعوهم لإلغائه اعترافا بقامة وقيمة يحيى عبد الهادى ونضاله الوطنى وطهارة يده.

 

 

 

محام ومحكم دولى

إبراهيم يسري  محام ومحكم دولي
التعليقات