مصر المنحوسة - أشرف البربرى - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 4:04 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

مصر المنحوسة

نشر فى : الخميس 3 أكتوبر 2013 - 8:00 ص | آخر تحديث : الخميس 3 أكتوبر 2013 - 8:00 ص

ما تعيشه مصر الآن من أحداث وما يجرى فيها من تطورات يؤكد بوضوح أن مصر ليست فى برج سعدها على الإطلاق هذه الأيام بعد أن ابتلاها الله بحالة من الحماقة أصابت الكثيرين سواء كانوا فى معسكر المعارضة أو فى معسكر الموالاة.

فعندما يصر أحد أعضاء لجنة الخمسين المكلفة بتعديل الدستور على أن ما سيخرج عن اللجنة سيكون «دستورا جديدا» وليس تعديلات رغم أن خريطة الطريق التى أعلنتها السلطات الجديدة أكدت على تعطيل دستور 2012 وتعديله، ورغم أن كلمة التعديل جاءت مطلقة بما يتيح تغيير 100% من مواد الدستور دون أن نسميه دستورا جديدا فإننا نصبح أمام شخص فاقد للأهلية السياسية ولا يسعى إلى وراء المكايدة للطرف المهزوم فى الصراع.

وتزداد مأساة مصر عمقا عندما يتصور مثل هذا الشخص ومن على شاكلته من الناصريين أن حركة 30 يونيو ثورة ناصرية فيتصدر هذا التيار المشهد ويسيطر على عضوية المجالس واللجان على طريقة الإسلاميين الذين ارتكبوا نفس الخطأ القاتل عندما توهموا أن ثورة 25 يناير كانت ثورة إسلامية.

والحقيقة أن الناصريين الذين فشلوا فى الفوز بمعقد واحد فى برلمان ثورة 25 يناير اللهم إلا تلك المقاعد التى حصل عليها حزب الكرامة بتحالفه مع جماعة الإخوان المسلمين، ليس لهم أى وجود فى الشارع والمصادفة التاريخية فقط هى التى جعلتهم يتصدرون مشهد ما بعد 30 يونيو. ولذلك عليهم ألا يفرطوا الشعور بالنصر والاستسلام لنزعة الاستعلاء والتكبر التى كانت المسمار الأول فى نعش تجربة الإسلاميين قبل أقل من 30 شهرا.

فى المقابل فإن نحس مصر يزداد مع حماقة هؤلاء الذين يقودون الآن تيار المعارضة وهم الإخوان المسلمين الذين أكدت تطورات الأحداث منذ 25 يناير قدرتهم الفائقة على الفشل وعدائهم الصريح لكل ما يمكن أن يقودهم إلى النجاح.

فالجماعة التى فشلت فى الاحتفاظ بحكم البلاد بعد أن دانت لها كل مؤسساتها خلال 18 شهرا أصرت على الفشل فى المعارضة أيضا. فتلك الفاعليات والتحركات العبثية التى تقوم بها فى «شارع ضيق أو حارة مزنوقة» لا تؤدى إلا إلى تعميق مشاعر السخط والاستياء منها لدى قطاعات عريضة من الشعب. فى الوقت نفسه فإن هذه التحركات البلهاء توفر ستارا من الدخان الكثيف يحجب عن الناس فشل وبؤس أداء حكومة 30 يونيو وتوفر أيضا هدفا بديلا لمشاعر السخط الشعبى فتتجه إليه بدلا من توجيهها نحو الحكومة.

عندما كان الإخوان فى السلطة لم يتركوا فرصة واحدة لتكسير كل ما يمكن استخدامه كشماعة لتعليق المشكلات عليه فأطاحوا بالمجلس الأعلى للقوات المسلحة ونشروا أعضاءهم فى الكثير من المناصب الرئيسية وانفردوا بالحكومة ومؤسسات الدولة فكان حساب الشعب للجماعة ورئيسها المعزول محمد مرسى عسيرا.

والآن لا يترك الإخوان فرصة لتوفير شماعة لحكومة 30 يونيو لكى تعلق عليها فشلها وعجزها إلا وانتهزتها هذه الجماعة البائسة التى تخسر كل يوم رصيدها فى الشارع. وبعد أن ظل الإخوان يحاربون الدولة 80 عاما مسلحين بتعاطف المجتمع واحتضان البيئة الاجتماعية المحيطة لهم أصبحت هذه الجماعة تحارب الدولة والمجتمع لتصبح هزيمتها مؤكدة وتصبح خسائر مصر فى هذه الحرب باهظة.

التعليقات