بين القرآن والإنجيل.. نقد ذاتي - حسام السكرى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 10:37 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

بين القرآن والإنجيل.. نقد ذاتي

نشر فى : السبت 3 نوفمبر 2018 - 7:55 م | آخر تحديث : السبت 3 نوفمبر 2018 - 7:55 م

- شفت الفيديو اللي بعتهولك امبارح على واتساب؟
- لا والله. بامسح رسايلك أول باول. بتبعت لي عشرات منها كل يوم بين أدعية وأحاديث وقرآن. التليفون مش مستحمل.
- بناخد ثواب فيك يا أخي. والا انت بتكره القرآن؟
- هنبتدي التخويف بالتكفير زي كل مرة! لأ يا سيدي! مش مستنيك تحببني في القرآن.
- ده كان فيديو من تلفزيون أسباني هيعجبك عالآخر. عملوا تجربة علمية عن الفرق بين الإنجيل والقرآن، أثبتت إن الإسلام أكثر سماحة من المسيحية.
- شفت الفيديو. ومش تجربة علمية ولا حاجة. هم جابوا آية من القرآن تدعو للتسامح وآية من العهد القديم فيها دعوة للعنف. طلبوا من أشخاص قابلوهم بشكل عشوائ إنهم يحددوا آية القرآن وأية الإنجيل. أغلبهم نسب آية العنف للقرآن والتسامح للإنجيل.
- نفس اللي انا قلته.
- إطلاقا. كلامك مش مختلف عن صفحات إسلامية روجت لمقطع الفيديو بشكل ما يختلفش عن اللي انت قلته.
- هل تنكر إن التجربة دي بتوضح التحيز اللي في الأذهان ضد الإسلام والمسلمين؟
- ما انكرش إن ده كان غرض البرنامج. لكن المهم تشوف الموضوع في إطار أوسع شوية. تفتكر اللي عملوا البرنامج ده مسلمين؟ محبين للإسلام؟ أو إنهم بعد ما عملوه قروا الشهادتين وغيروا دينهم؟
- معرفش بس في الأغلب لأ.
- اللي عملوه مسيحيين وبيتوجهوا لجمهور غالبيته مسيحي. والهدف من التجربة الصغيرة هو تفتيح أذهان الناس على قضايا التحيز المسبق ومشكلة الإسلاموفوبيا.
- طب ما انت معايا اهو.
- لأ مش معاك. فيه مشكلتين. واحدة منهم الإسلاموفوبيا، والتانية التطرف المنسوب (من مرتكبيه) للإسلام. كل طرف في الإشكاليات دي المفروض يتعامل مع الجانب اللي يخصه. اللي عملوا البرنامج مدركين مشكلة جمهورهم وهي الإسلاموفوبيا. قدموا تجربه فتحت عينين ناس كتير على المشكلة. ده النقد الذاتي اللي المفروض الإعلام يقدمه. انت بقى فين دورك مع مشكلة التطرف؟ هل ترحب بإن برنامج تليفزيون يعمل تجربة يكشف فيها عن الطائفية المنتشرة ضد الأقباط أو عن العنصرية المتأصلة ضد السود أو الأفارقة؟ إيه رأيك لو إعلامك قدم نقد مشابه لما فعله التليفزيون الأسباني ويكشف التحيز والقبطوفوبيا عند جمهورنا؟
- رأيي انك بتعاني من انسحاق حضاري. بتقلب أي موضوع علشان تطلع الغرب كويس واحنا وحشين. نفس اللي عملته لما بعتت لك الفيديو بتاع شخص بيصلي في حديقة في نيويورك. بدل ما تفرح إن الإسلام بينتشر في الغرب، زعلت وطلعت المسلمين غلطانين.
- أنا ما زعلتش ورأيي دايما إن كل واحد حر في عقيدته. مش شايف أي قيمة لإن حد يروح يصلي في وسط الشارع في برلين أو في حديقة عامة في نيويورك لكن مستغرب موقفك من تصرفات بالشكل ده.
- مستغرب اني فرحان برفع الأدان في بلاد الكفر؟ أي مسلم حقيقي لازم يفرح.
- لأ مستغرب انك مش شايف إن المفرح هنا هو إن فيه مجتمعات رجل الشارع العادي فيها يقبل أن حد من دين أو عقيدة مغايرة تماما يمارس شعائره بحرية. مستغرب إنك مش شايف إن ده نموذج تعايش مطلوب في مجتمعنا.
- انت شكلك مش معانا. ما افتكرش سهل ان مسلم يصلي في الغرب في مكان عام دلوقتي.
- احتمال موجة التطرف اليميني تخلي ده أصعب النهاردة لكن خليك في الموضوع. تقبل إن مجموعة من البوذيين أو الهندوس يقفوا يتعبدوا في مكان عام في القاهرة؟ استنى ما تردش.
- ليه؟
- ما نقدرش نزود عدد كلمات المقال عن خمسميت كلمة! نكمل الأسبوع الجاي..

التعليقات