الأزمات لا تصنعها الصحافة - محمد مكى - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 7:53 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الأزمات لا تصنعها الصحافة

نشر فى : السبت 3 ديسمبر 2016 - 9:35 م | آخر تحديث : السبت 3 ديسمبر 2016 - 9:35 م
النوبة ومشكلة الدواء وتصريحات منى مينا، ومقتل مجدى مكين، وانفجار الأسعار، وأزمتنا مع السعودية، ومن قبلها إيطاليا، وغيرها لم تخلقها الصحافة، بل عملت على تغطيتها من باب المهنة وتقديم خدمة للقارئ، قد يجدها عبر وسائل كثيرة لو استمرت حالة الكيد للصحافة  «الوطنية» التى لن ترضى عنها السلطة وأى سلطة.

عدد كبير من القابعين فى مراكز الحكم يرى أن وسائل الاعلام ــ وفى مقدمتها الصحافة التى يضيق عليها بكل السبل، من باب السيطرة وصولا إلى الغلق ــ أنها رأس كل شر، رغم انها ساعدت الكثير منهم فيما وصل اليه.

اعرف مسئولا كبيرا ربما يكون ترتيبه من حيث الدرجة الوظيفة فى العشر الاوائل  فى صناعة القرار، كان قبل المنصب الجميع يشار إلى تعاونه مع الاعلام ويتعاطى معه بكل ود، ما جلس على الكرسى الكبير الا وأصبح ناقما على الجميع، حتى وصل اتهامه للعديد مما كان يتعامل معه بعدم الوطنية وتقدير موقف البلد و«صكوك الوطنية» لم تصل إلى الصحفيين.

كبير آخر اتهم الاعلام بشكل صريح بأنه السبب فى تفاقم ازمة باحث الدكتوراه الايطالى «ريجينى» رغم ان الاعلام نقل فقط بيان وزارة الداخلية، التى تعتقد انها انتصرت فى معركتها ضد نقابة الصحفيين ـ بالمناسبة الاخيرة تقدم خدمة للناس ربما لا تقل عن خدمة الأولى ــ والتى عاد جزء منها لسيرتها السابقة فيما قبل 25 من يناير.

ما جريمة الصحافة فى نقل صور مقتل المواطن مجدى مكين، ونقل تصريحات منى مينا  التى تتعلق بحياة الناس، وحتى نشر ما جاء فى الجريدة الرسمية قبل يومين من زيادة جمارك 250 سلعة تعتبرها  الدولة سلعا استفزاية، وعند بعض الناس اساسية و حياتية، الصحافة لا تصنع الخراب بل تنقله وتحاول ان تطرح حلولا تصويبية من عند اصحاب الخبرة فى التخصص ـ لكن «المواطنين الشرفاء» قد يرون انها تتجنى ولا تنقل الا السيئ ـ الاجابة هناك تنوع، والدولة مازالت لها الحصة الاكبر جدا فى التوجيه، وحصة دخلت «الحظيرة» واخرى فى الطريق.. أليس حق الناس مكفولا فى المعرفة؟.

 تركة الحكم  الحالية ثقيلة وتراكم سنين من الدمار الاقتصادى والاجتماعى، لكن مواطنا شريفا من رجال مبارك يرد الاسبوع الماضى بأن الرجل «كان يشحت علينا» فهل تسكت الصحافة حتى نستمر فى الشحاتة، والاجيال القادمة تلعن من سكتوا وتواطأو حتى  وصل الدين إلى 100%  وزيادة العجز وتبديد المدخرات و«سلام مربع» للمشروعات التى تحمل الخير لمصر.

أشياء كثيرة مثل السفر والتسوق أو حتى «خروجة الاسبوع» ربما تكون فى ذمة التاريخ الفترة المقبلة عند الاغنياء، فما الحال عند الطبقة المتوسطة والفقيرة «النكد عندنا غية» بس المواطن المصرى الجدع قادر على التحمل والتكيف وبلاش يأكل «البيتزا» بس يعيش بكرامة.

الناس تجرعت المر وصبرت على كل القرارات التالية لـ30 يونية، وقبلت ما لم تقبله من «السادات» صاحب النصر الوحيد على إسرائيل، فليس من حقهم معرفة النتيجة، وحصاد التحمل، ففى السودان الشقيق غضبوا، وطلبوا بإقالة البشير، الفرصة مازالت سانحة لتطييب  خاطر الناس وتصويب قرارات ربما لم يحن وقتها.

بلدنا ليس أفقر من سنغافورة وماليزيا والبرازيل، لكن ابحثوا عن تجارب قامت على ايدى ابطال فى تلك الدول غيَّروا التاريخ.
التعليقات