توقف ساعة المغاربة فى زمن العرب - صحافة عربية - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 3:15 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

توقف ساعة المغاربة فى زمن العرب

نشر فى : الإثنين 4 مايو 2015 - 9:00 ص | آخر تحديث : الإثنين 4 مايو 2015 - 9:00 ص

فى الوقت الذى يشهد فيه المشرق العربى إعادة توزيع سريع للأوراق، ولوظائف الدول، وسيولة فى إعادة بناء التحالفات الإقليمية والدولية، نتابع الوضع فى دول المغرب العربى وهو ينتكس إلى الأسوأ، مع تفاقم حالة الجمود، وتخشب أنظمة الحكم فيه، هى التى تمنع الإقليم من مباشرة تسوية مشاكله البينية، وتحرمه من لعب أى دور فى المستقبل المنظور داخل الفضاء العربى، يعطى معنىً لحضورنا وإنفاقنا فى الجامعة.

بداية التراجع كانت من ليبيا، حين وقفت دول الاتحاد موقف المتفرج من عدوان «النيتو»، الذى نفذ تحت غطاء عربى انتزعته دول الخليج بالقوة من الجامعة العربية، وفشل دول الاتحاد فى بناء موقف موحد قبل وأثناء وبعد العدوان، وفشلها حتى يومنا هذا فى صياغة حل مغاربى للأزمة، يجهض سيناريوهات التدخل العسكرى الجاهزة، سواء من جهة مصر وبعض حلفائها فى الخليج، أم من قبل الأوروبيين الذين يدبرون لحملة «نيتو» جديدة تحت غطاء محاربة «مهربى» الهجرة السرية.

الهوة بين دول الاتحاد ازدادت عمقا واتساعا، مع تسفل العلاقات الجزائرية المغربية، وانهيار سقف «علاقات الحد الأدنى» التى أدارها البلدان منذ غلق الحدود البرية بينهما، أضيفت إليها الأزمة الدبلوماسية المصطنعة الأخيرة بين الجزائر وموريتانيا، وتباين مواقف الدول الأربع حيال كثير من القضايا داخل الجامعة العربية، وفى علاقاتها مع أوروبا والولايات المتحدة.

والحال، فإن دول الاتحاد المغاربى، التى تشكل نصف جغرافيا العالم العربى، وثلث سكانه، واقتصاده الثانى، والقوة العسكرية الثانية فيه، لا تزن اليوم مثقال بعوضة فى صناعة القرار العربى، وبات تمثيل دولنا داخل الجامعة العربية أقرب إلى ما يسمح به لجزر القمر والصومال، وسوف يتفاقم مع عودة المملكة السعودية القوية إلى الواجهة، وتفردها بمعية دول الخليج فى صناعة القرار العربى.

ربما لم يلتفت قادة دول المغرب العربى إلى أن هذا الإقليم كان ولايزال يعامل ضمن لعبة الأمم كجزء من العالم العربى، وأن طموحاته فى أن يكون لاعبا أساسيا فى أفريقيا قد وضع لها أكثر من خط أحمر أمريكى فرنسى، مع بنائهما المنهجى لحزام من الفوضى الخلاقة على امتداد دول شريط الساحل. وقد تابعنا الجهود الفرنسية الملحة لتعويق المساعى الجزائرية فى أزمة مالى، فلا سبيل إلى التنكر لانتسابنا إلى الفضاء العربى بحجة وجود فرصة التعويض عنه بالفضاء الأفريقى، الذى ليس لنا فيه نصيب، لا فى السياسة، ولا فى الاقتصاد، وقد أهاننا الأشقاء الأفارقة حتى فى لعبة كرة القدم.

حبيب راشدين

الشروق ــ الجزائر

التعليقات