** كان حوارا جيدا جدا الذى أجراه الزميل أسامة كمال مع الرئيس. وكان حوارا بمعنى الكلمة، فمن إجابة يولد سؤال. ومن محاور يتقن المهنية ويدرك دوره، ولذلك لم يحدث أى تشويش. فكنا أمام رئيس الجمهورية الهادئ، والصادق، والواثق، والمبتسم.. وبين إعلامى لا يرى نفسه زعيما فى المرآة..!
** الحوار بعث الأمل فى نفوس الناس. فالثقة والهدوء والصدق تصل سريعا إلى الناس. لقد انتهى زمن الحوارات الإنشائية، التى تبدو فيها الكلمة مصنوعة، ومنمقة، تخرج بهدف أن تصيب عقل الشعب، فتكون النتيجة أنها تدخل إذن الشعب اليسرى وتخرج من الأذن اليمنى للشعب..
** كتائب الإحباط منتشرة، وهؤلاء كلما يلتقونك ينطقون بكلمتين فقط: «مفيش فايدة».. وكتائب الإحباط هم فلاسفة السياسة، وتجار السياسة، وهم الذين يفتشون عن السلبيات كمن يفتش عن كنز. وهم أيضا أهل الشر، الذين نعرفهم جميعا والوحيد الذى لا يعرفهم هو أسامة كمال وهؤلاء لهم رسالة معروفة وهى ألا تنهض مصر تحت حكم الرئيس ظنا أن تلك النهضة يحتكرونها وهم لا يملكون ذرة زعامة أو ذرة فكر، أو ذرة رؤية..!
** شهدت مصر مشروعات بنية تحتية عملاقة. يعمل بها ألف شركة مصرية، وما يقرب من مليونى عامل ومهندس، وتنوعت المشروعات، وأنجزت وتنجز بسرعة غير مسبوقة، وبحماس منقطع النظير. وبمشاعر وطنية، كأن كل من يعمل بها يحارب عدوا يرغب فى احتلال وطنه، أو كان يرغب فى ذلك.. وهذا البناء كان ضروريا، فمن جهة هو أسرع. ومن جهة أخرى هو السبيل الأول والوحيد لبناء قاعدة اقتصادية.. تساعد فى علاج أوجه قصور مزمنة وسرطانية مثل التعليم والصحة، والإسكان، والبطالة.
** تطوير التعليم ضرورة، وكذلك الصحة، والتعليم تحديدا يحتاج إلى سنوات طويلة. لم تكن مصر تحتمل ترف الانتظار ولم يكن واردا لها أن تنتظر. والذين يتحدثون عن التعليم وتطويره، يدركون أن أمره لا يرتبط فقط بمال قارون، وعمر نوح. ولكن ماهو ممكن الآن هو البدء فى تطوير المناهج.. بفكر وتجديد، وأشخاص، وضمير. وأضرب مثالا صغيرا هنا، وهو أن كل نهضة تحققت فى العصور الوسطى بدأت بالتفكير، (فرنسا وإيطاليا وأوروبا) أو بالاختراعات والتعليم والعلوم (ألمانيا وأمريكا وروسيا). وكل نهضة تحققت فى العصر الحديث بدأت بالبنية التحتية وبالقانون الصارم، وبإصلاح لا يعرف الغفران (الصين وأوروبا الشرقية). والصين على سبيل المثال بدأت بالقانون وبالسيف فى ثورتها ضد المخدرات والأفيون. وببناء قوة عسكرية. ثم بناء قوة اقتصادية. ثم قوة رياضية، ثم الاهتمام بصناعة كرة القدم..!!
** أيام الشباب كنت أكره جملة: «الشباب أمل المستقبل». وصرت ناشئا تحت الستين، وكرهت نفس الجملة: «الشباب أمل المستقبل». فهذا يساوى أن يقسم لى إنسان كل يوم أن الذهب معدن نفيس. «والشباب يحتاج أن يرى نفسه متحدثا إعلاميا ورسميا فى وزارات. ووزيرا. وإعلاميا يخاطب الناس. ونائبا فى البرلمان. ونجما سينمائيا جديدا.. وفى تلك المسألة بالتحديد لابد من اختصار الزمن والمسافات..
** حوار الرئيس هزم كتائب الإحباط.. واللهم انصر مصر عليهم بالضربة القاضية..