26- الأحرف السبعة - جمال قطب - بوابة الشروق
الثلاثاء 23 أبريل 2024 5:06 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

26- الأحرف السبعة

نشر فى : الأحد 4 أغسطس 2013 - 9:45 ص | آخر تحديث : الأحد 4 أغسطس 2013 - 9:45 ص

اشتهر فى مرويات الحديث النبوى ما ورد بصحيح البخارى عن عمر بن الخطاب يقول سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ حِزَامٍ يَقْرَأُ سُورَةَ الْفُرْقَانِ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَؤُهَا، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ أَقْرَأَنِيهَا، وَكِدْتُ أَنْ أَعْجَلَ عَلَيْهِ، ثُمَّ أَمْهَلْتُهُ حَتَّى انْصَرَفَ، ثُمَّ لَبَّبْتُهُ بِرِدَائِهِ، فَجِئْتُ بِهِ للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقُلْتُ: إِنِّى سَمِعْتُ هَذَا يَقْرَأُ عَلَى غَيْرِ مَا أَقْرَأْتَنِيهَا، فَقَالَ لِى: أَرْسِلْهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: اقْرَأْ، فَقَرَأَ، قَالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، ثُمَّ قَالَ لِى: اقْرَأْ، فَقَرَأْتُ، فَقَالَ: هَكَذَا أُنْزِلَتْ، إِنَّ الْقُرْآنَ أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ، فَاقْرَءُوا مِنْهُ مَا تَيَسَّرَ»، وفى البخارى أيضا عن ابن عباس أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَال أَقْرَأَنِى جِبْرِيلُ عَلَى حَرْفٍ فَلَمْ أَزَلْ أَسْتَزِيدُهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَى سَبْعَةِ أَحْرُفٍ»، ونحو ذلك رواه مسلم عن أُبىّ بن كعب، وعند النسائى ومسند أحمد قريب من هذا، وهذا الحديث النبوى مدخل عظيم من مداخل الدلالة على صحة نسبة القرآن إلى الله، وأن القرآن كلام الله، كما أن الحروف السبعة باب من أبواب الإعجاز، وباب من أبواب التيسير الإلهى على العباد. فالمعروف فى تاريخ البشرية عامة، وتاريخ العرب كذلك أن العشائر والقبائل فى الأمة الواحدة تختلف لهجاتها رغم تقاربها واشتراكها فى غالبية ألفاظ اللغة، وليس ذلك فى ماضى الأمم فحسب بل مازال حتى عصرنا هذا وفى كثير من اللغات، واسأل عن ذلك العارفين بالفروق فى اللغة الإنجليزية سواء على مستوى بريطانيا نفسها فهناك (لهجات لندن وما حولها/ ومعها لهجات أيرلندا وشركائها) فإذا أضفنا إلى ذلك تلك الفروق الكثيرة بين اللهجات الإنجليزية جميعها من ناحية، واللهجة الأمريكية وحدها وجدنا كثرة اللهجات سمة واضحة فى معظم لغات العالم، إن لم تكن فى كلها، وقس على ذلك اللغة الألمانية ولهجاتها والإسبانية إلخ.

فلا يهولنك أن فى اللغة العربية لهجات أو أحرف كثيرة، وأن من إعجاز القرآن وتيسيره قد استخدم تعدد إمكانات البشر وقارب بينها فى إعجاز فريد ارتضته كل القبائل، واستمر به القرآن من خلال تواتر طرق القراءة عن الرسول، حيث سمعت جميع الطرق من جبريل ألسنا نرى فى كتاب الله «فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنه».

اللغة هى أصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم وهى مجموع الحروف التى ينطق بها المتكلم، أما اللهجة فهى (النغمة أو الطريقة التى تلقى بها الحروف) ومثال ذلك ما نراه من لهجات بين سكان الوجه البحرى، وسكان الوجه القبلى فى مصرنا

«فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ..» مريم (87)، «فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ»، الدخان (58)، «وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ..» الروم (22)،

«وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ..» آل عمران (78).جمال قطب

جمال قطب   رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف
التعليقات