الحرب العالمية الثالثة - إسعاد يونس - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 9:43 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

الحرب العالمية الثالثة

نشر فى : الجمعة 4 سبتمبر 2009 - 9:57 ص | آخر تحديث : الجمعة 4 سبتمبر 2009 - 9:58 ص
هل رأيت الكائنات الصغيرة التى تظهر فى إعلانات الأسنان ومطهرات المنازل؟.. إنها كائنات مجهرية صغيرة لا ترى بالعين المجردة.. وحوش شيطانية ميزها خيال المبدعين بشكلها المشوه الخبيث وأنيابها التى تبرز من فمها فتفوق حجمه.. وأظافرها الطويلة الملوثة بدم الضحايا.. وذيلها الأحمر الطويل الملولو الذى يعبر عن الصفة الجهنمية التى تحملها.. يطلق عليها تارة سوس الأسنان وتارة أخرى الميكروبات.. ومهمتها الأولى والوحيدة هى النخورة.

يبدو أن هذه الكائنات تنشط فى الأشهر القليلة التى تسبق رمضان.. فتزداد شهيتها للنخورة وتكشر عن أنيابها بينما تصدر عنها ضحكات خافتة ولكنها شريرة وخبيثة.. ثم تسبح فى الجو فى شكل أسراب كأسراب الجراد لتهبط على أمخاخ معدى ومقدمى بعض البرامج التليفزيونية.. فقد قررت أن تكون وجبتها الأساسية فى هذا الشهر الكريم هى سير وأبدان مشاهير الوطن العربى.. وعلى رأسهم مشاهير مصر.. فهى الوطن الأعظم.. الذى يتمتع بأعلى كثافة سكانية.. وكذلك أعلى كثافة إبداعية.. إذن الوجبة مكتظة ومشبعة.. وكما تظهر بقع السوس السوداء على أسنان الأطفال الناصعة البياض.. تظهر اللطش السوداء على ثوب الإعلام التليفزيونى فى شكل برامج حوارية كل هدفها النخورة.. بلا أى جدوى ولا تسلية.. ولكنها بلا شك تنجح فى الإثارة.. فهى تثير المتفرج لدرجة أنه يصاب بحالة غليان دم وفوران أعصاب.. وإن كانت تخطئ الهدف.. فدم المتفرج لا يفور من جراء كرهه للضيف.. وإنما للمضيف.

قرأت حديثا للسيد طونى خليفة فى جريدة «المصرى اليوم» أثلج صدرى.. فقد كانت تصريحاته تناسب الفكرة التى تكونت لدى عنه حيث قال فى صدر الموضوع ما معناه أنه لا يهتم بالنجوم وإنما بمن يشفى غليله ويستطيع أن يستخرج منه عبارات مثيرة.. فمثلا هو يهتم بسائق عمر الشريف أكثر من عمر نفسه وإنه يرفض هدايا النجوم ويسعد بكراهيتهم له وبعدم قدرتهم على شرائه وإن كان متأكدا أنهم يحترمونه!.. وإنه لا تأخذه الرأفة بالنجوم ولا يحذف من حواراته معهم ما يطلبون حذفه ولكنه يحرص على عدم حذف أى حديث له قد يورطه سياسيا أو يوقعه فى مشكلات مع أنظمة بلاده.. وإنه يستخدم ثلاث خطط للهجوم على ضحيته فإذا أفلت الضيف من واحدة سارع بالإجهاز عليه بالثانية ثم الثالثة.. وعندما سئل عما إذا كان يتدخل فى الإنتاج لدفع مقابل للنجوم رد بأنه لا يحترم الفنان الذى يحصل على أجر مقابل الحضور إلى برنامجه لأن هذا يعتبر إهانة له!

أما الحلقة التى لم يرض عنها فهى الحلقة التى سجلها مع عمرو أديب حيث لم يكن فى كامل لياقته لأنه كان مريضا!

ليكى ليكى.. شو هالحكى يا أستاذ طونى؟.. ومن واقع برنامجك أسألك وأنا أمرجح كرسيك مواجها الجمهور شاهرة أصبعى فى وجهك.. لماذا؟..

لماذا لم تقنع بضحاياك من بيروت الذين دأبت على اغتيالهم معنويا على مدى السنوات الماضية وجئت إلى القاهرة؟..

لماذا لم تحصر عدد مشاهديك قبل أن تأتى إلى القاهرة؟..

لماذا لم تحصرهم بعد أن جئت إلى القاهرة.. أحلها لك؟.. لأن تعداد مصر المحروسة يفوق الثمانين مليونا.. يجلس منهم أمام التليفزيون ما لا يقل عن خمسين مليون فى الساعتين التاليتين لموعد الإفطار.. وهو عدد يفوق مجموع مشاهديك طوال حياتك مضاعفا عشرات المرات.

لماذا لا تواجه نفسك بعد كل حلقة وتسألها.. شو كانت الفايدة من ها الحلقة؟.. شو استفاد الجمهور؟..

لماذا لم تترك السيدة مريم فخرالدين فى حالها.. فقد حضرت إليك وهى لا تنوى أن تترك لنفسها العنان وتطلق لسانها كعادتها.. جاءت متمسكة ببعض العبارات المحايدة ومصرة على عدم الغلط.. ظللت تدور وتلف وتحركش فيها وتحتك بها وتسألها هل خانت أزواجها ولماذا لا تشد وجهها.. وتثير قضايا أثيرت ألف مرة من قبل، دون أى احترام لسنها، يا أخى على الأقل..

لماذا عجزت عن أن تنشب أظافرك فى عنق حسين فهمى؟.. هل هو ضعف فى الإعداد أم ضعف منك أمام ضيف قوى ومثقف..

لماذا تعلن أنك سعيد بكراهية النجوم لك؟.. ولا تعلن أنك سعيد بكراهية الجمهور لك؟..

لماذا لا تعترف أن الجمهور لا يشاهدك أنت فعلا وإنما يشاهد قناة فضائية مصرية ناجحة حتى لو انزلقت فى التعاقد معك لأنها هى التى ستستمر معه وليس أنت..

لماذا تتحدث وكأنك الإعلامى الأوحد بكل هذا الغرور.. هل ظننت نفسك محمود سعد أو مفيد فوزى أو ليلى رستم أو عمرو أديب؟.. يا عمى.. شو هالحكى؟..

لماذا أعلنت أنك لم تكن راضيا عن الحلقة التى قدمتها مع عمرو أديب لأنك لم تكن فى كامل لياقتك وكنت مريضا.. أنت لم تكن مريضا.. وأنا أكتب هذا المقال قبل أن أشاهد هذه الحلقة ولكنى أستطيع أن أجزم بأنها ستكون الأفضل من وجهة نظرنا نحن المشاهدين.. فسوف تتحول من أسئلة أعدها لك فريق الإعداد إلى مناظرة بين إعلامى ونصف.. وسيكسب عمرو الجولة.

لماذا تعلن أنك لا تحترم النجم الذى يحصل على أجر لأنك تعتبرها إهانة لك ولبرنامجك.. يعنى تنهش لحمه وكمان يجيلك ببلاش؟.. كل النجوم حصلوا على أجور.. هذه معلومة متداولة ومؤكدة.. ولكن الفخ الحقيقى أنهم وقعوا معك.. فما مارسته معهم من تحرش تعجز الصحافة عن ممارسته.. يعنى كمانا مانك راضى إنو الضيف ياللى جاى يتأمل بشوفتك ما ياخد مصارى؟ ..شو؟.. البهدلة عندك بلا مردود؟.. يحقلك تفعفش فيه وتتحركش بغرفة نومه وبالإشيا الخاصة فيه بلا مقابل؟.. إذن لشو بتاخد إنت مصارى؟..

بس بقلك شى.. العيب مو عليك وحدك.. العيب على هادول لنجوم ياللى بييجوا بإجريهم تا ياكلوا بهدلة ومسبات.. بدى قلك شى بديناتك.. وقت اللى يبطلوا عنك بسبب هالتصريحات المو منيحة.. من وين بدك تعيش بعد؟..

آن لنا أن نستريح وننام ملء الجفون.. فقد انتهى الصراع العربى الإسرائيلى وزالت الخلافات بين فتح وحماس.. وهدأت الأمور بين مشجعى الأهلى والزمالك.. وساد الوئام بين خبراء العدل المعتصمون ومسئولى وزارة العدل.. وانصلح حال رغيف العيش.. وهجعت قناة الجزيرة ولمت نفسها.. فقد رمت كل الجيوش العربية الحربية منها والمعنوية السلاح من يمينها.. وزرعت فوق قبة دماغها إيريال الدش.. ولبدت فى الدرة لتتفرغ لمراقبة الحرب العالمية الثالثة التى اختارت مسرحها فوق أرض الوطن السعيد.
تناقلت وكالات الأنباء الخبر.. وتوترت شبكات الإنترنت واهتزت الأقمار الصناعية من ثقل ما تحمل من أنباء مفزعة.. فصمت الجميع وتهدجت الأنفاس.. لقد دقت طبول الحرب!

فقد أعلن السيد المناضل كوزو الحرب على الأخوين أوزو وموزو.. وذلك بمساندة السادة سوزو وعوزو وشوزو.. حيث جاء قرار الحرب مفاجئا للأخوين أوزو وموزو اللذين كانا قد ناورا الفريق المعادى بخدعة حربية مسربين إليه معلومات أنهما سيرتديان خوذة القتال الكانيش المنفوشة.. فبلع فريق السيد كوزو الطعم وسدد السهام لباروكة أوزو وموزو.. بينما خرجا عليه مرتديان الباندانا فأصاباه هو وفريقه فى مقتل.

تذكروا ممثل غلبان اسمه منير مكرم.. يقدم على استحياء برنامجا صغيرا اسمه عشرة لصحتك ويقوم فيه بشخصية طبيب يلقى بنصائح طبية.. يذاع البرنامج بعد أذان المغرب مباشرة على القناة الثانية.. وميزة هذا الممثل فى هذا البرنامج أنه يقدمه فى جدية شديدة ولا يهزر بالمرة ودمه زى الشربات.

أجمل البرامج ما يذاع على النايل لايف على ما أعتقد قبل المغرب.. دويتو مع ديانا كارازون.. هناك تشنف آذانك بفواصل من الغناء الجميل والطرب الأصيل الممتع دون بهرجة ولا إثارة رخيصة ولا دماء تسيل.. هناك يسود السلام.

برنامج غادة عادل.. ديكور رائع.. أزياء جميلة.. فنانة أجمل تتحدث وتتحرك كما النسمة.. فى رأيى.. النظر إلى وجهها وحده متعة.. بس.

أجمل ما سمعت.. النجم محمد رجب يتألق فى مسلسل.. «هيثم الشرقاوى»!

zahqanin@gmail.com

 

إسعاد يونس  فنانة ومنتجة سينمائية مصرية
التعليقات