ذبح «العقول» - حسن المستكاوي - بوابة الشروق
الخميس 25 أبريل 2024 10:02 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ذبح «العقول»

نشر فى : الأحد 4 أكتوبر 2015 - 6:35 ص | آخر تحديث : الأحد 4 أكتوبر 2015 - 6:35 ص

** أكتب قبل مباراة الزمالك والنجم الساحلى التى جرت مساء أمس. وبالطبع أكتب قبل لقاء الأهلى مع أورلاندو الذى سيجرى مساء اليوم. وكانت أوساط اللعبة فى مصر تتحدث وتخطط عن النهائى المصرى الخالص للكونفيدرالية على أساس أنه سيكون بين قطبى كرة القدم الأهلى والزمالك، بينما كرة القدم لاتعترف بالسيناريوهات المكتوبة مسبقا، ولاتعرف المستحيل. ولو كانت نتائج المباريات يقينية وليست مغموسة فى هذا الشك لما ظلت اللعبة حية وممتعة ومثيرة. وأرجو أن يفوز الأفضل ويتأهل الأفضل وأن نقبل جميعا بالنتائج، فساحة كرة القدم ايضا هى الساحة التى تطبق فيها العدالة وترى نتائجها فى نفس اللحظة.. فهذا التحدى الذى يخوضه الإنسان ضد المسافة والزمن والثقل، ينتهى غالبا بفوز الأسرع والأقوى والأكثر مهارة.. واقول غالبا، لأن أمراض التحيز والغش بالمنشطات والتلاعب فى نتائج مباريات موجودة وتظل هى الاستثناء

** عفوا دعكم من هذا.. فقد تابعنا عمليات ذبح « للعجول » من جانب لاعبى الأهلى قبل مواجهة أورلاندو. وكان المبرر، كما نشر فى الصحف، هو « فك النحس ». وتكرر هذا الأمر فى كثير من الأندية المصرية من قبل، ويبدو أنه سيتكرر من بعد. وأذكر أن نادى الترسانة فى أحد المواسم ظل يذبح العجول، وانتهى به الأمر إلى الهبوط للدرجة الثانية ومازال هناك لم يصعد.. !

** تحدثت قبل أيام عن السحر فى ملاعب الكرة المصرية، وكيف أنه بات حديثا فيه هذا المزيج من الجد والهزل، وفيه من الاستناد والاقتناع بقدر مافيه من السخرية.. وعندما نرى انكفاء لاعبين ومدربين وإداريين على السحر والذبح من أجل النتائج الجيدة، فهذا مؤشر شديد الخطورة. لأنه يعنى الاتكاء على القوى الخفية أكثر من الاستناد على العلم والقياسات والأرقام والإحصائيات والدراسات لرفع المستويات البدنية والذهنية للاعبين وللفرق. وهذا الذبح مثل هذا السحر، كلاهما تغييب للعقول.. وأنا لم أعد أصدق مايجرى.. معقول؟ مباخر وكرات بللورية، وعراف وساحر، وسكاكين تذبح عجولا فى ملاعب، من أجل ضمان نتائج، وانتصارات، وفك أعمال، واستدعاء للحظ بدلا من النحس الساكن فى الملعب.. ماهذا؟ ماذا تركتم لأهل الدجل والشعوذة.. ؟!

** لا أظن أن هناك لاعبا أو مدربا أو فريقا فى العالم الآخر، عالم أوروبا وكرتها المتقدمة، يستعين بالسحرة، ويذبح الثيران من أجل الانتصار.. ولا أظن أن هناك فى أهل الرياضة من يستعين بالقوى الخفية بحثا عن الفوز، أو ظنا بأنه «مسحور بن منحوس ؟!»

** القضية أعمق وأخطر ألف مرة من دائرة الرياضة.. فعندما تنتشر عمليات الاستناد على القوى الخفية، وتنتشر مثل تلك الأفكار التى تستدعى السحر والحظ بساحر وسكين، يكون ذلك بالفعل « ذبحا للعقول » ؟!

حسن المستكاوي كاتب صحفي بارز وناقد رياضي لامع يعد قلمه وكتاباته علامة حقيقية من علامات النقد الرياضي على الصعيد العربي بصفة عامة والمصري بصفة خاصة ، واشتهر بكتاباته القيمة والرشيقة في مقالته اليومية بالأهرام على مدى سنوات طويلة تحت عنوان ولنا ملاحظة ، كما أنه محلل متميز للمباريات الرياضية والأحداث البارزة في عالم الرياضة ، وله أيضا كتابات أخرى خارج إطار الرياضة ، وهو أيضا مقدم برنامج صالون المستكاوي في قناة مودرن سبورت ، وهو أيضا نجل شيخ النقاد الرياضيين ، الراحل نجيب المستكاوي.