ظهرت براءتهم فى البر والبحر - محمد موسى - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 12:42 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

ظهرت براءتهم فى البر والبحر

نشر فى : الثلاثاء 4 أكتوبر 2016 - 11:10 م | آخر تحديث : الأربعاء 5 أكتوبر 2016 - 12:55 م

لا يستحق برنامج «كل يوم» هذا الهجوم بعد حواره مع رجل الأعمال حسين سالم، فهو ليس البوابة الإعلامية الأولى ولا الوحيدة التى يتسرب منها فلول مبارك عائدين.

فى أبريل 2014 سبق لرجل الأعمال المكافح نفسه الاتصال ببرنامج «الشعب يريد» على قناة التحرير وقتها، وخاطب المذيع على أنه «مصطفى بيك» ولم يكن كذلك، وأعرب عن اطمئنانه التام للنيابة العامة، ووجه التحية لكل شرفاء الوطن.

ومن يومها لم تنقطع برامج التوك شو عن استضافة محامى الرجل ليشكو من ضيق الرزق وقهر الرجال، ومن عدم جدية الدولة فى التصالح، وكان العاشرة مساء منصة ملكية لكل ما يريد الرجل أو محاميه أن يقوله للرأى العام، على مدار سنوات محنته.

أحمد نظيف شريك الوريث فى توزيع تورتة البلد على رجال الأعمال عاد للتدريس، بعد أن ثبتت براءته، كما قالت جامعة القاهرة.

المهندس أحمد عز، أمين سياسات الحزب الوطنى المنحل نصحنا بالتفاؤل على صفحات «المصرى اليوم»، «استنادا إلى خبرة سابقة اكتسبتها كرئيس لجنة الخطة والموازنة فى مجلس الشعب لمدة 10 سنوات متتاليات، بالإضافة إلى عملى الطويل فى الصناعة. ظنى وثقتى أن مشاكل اقتصادية كثيرة فى طريقها إلى الحل».

كان يترأس لجنة رئيس الخطة والموازنة التى خربت اقتصاد مصر فى سنوات مبارك الأخيرة، ودفعت فقراء شعبه للثورة، وتجعل الآن 85% من شعب مصر معدمين، لا يعرفون كارفور ولا سيتى ستارز كما قالها عمرو أديب، فى اليوم التالى لحواره مع الملياردير الفقير.

فى الأيام الأخيرة أيضا ظهر يوسف بطرس غالى، وزير مالية مصر الأسبق، وتحدث على صفحات جريدة «الصباح» من رواندا إلى شعبه الناكر للجميل، وأخرج لسانه وهو يقول، وهو المطارد قانونيا، إن الحكومة المصرية تستعين به دائمًا منذ 2011، وترسل له أسئلة بعضها فى غاية الكوميديا ورغم أنه يشارك فى رسم السياسات المالية من فوق يتوعدنا بنتائج مجمل سياساته وسياسات من جاء بعده، الدولار سيصل 20 جنيها بحلول عام 2017 وقبل أن يصمت غالى أراد أن يعرفنا: تلقيت عروضا للعودة والعمل بالحكومة، ورفضت.

جميع من يزعمون أنهم يمثلون الشعب فى الإعلام، كانوا دائما مندوبين لأصحاب المصالح، منذ اختراع المطبعة على يد جوتنبرج، حتى تشييد معبد إعلام الدولة الناصرية فى الستينيات، وأخيرا خروج الإعلام الخاص على الجميع بعصاه السحرية، فإذا هي تلقف ما يأفكون، منذ بداية الألفية وحتى إشعار آخر.

فلول مبارك لم يغيبوا عن المشهد الإعلامى إلا فى لحظات السخونة الثورية، وقد شفا الله الجماهير من السخط وعار الشكوى، وأصبحنا أغلبية راضية مطمئنة، فكل شىء ساحر وواعد فى الميدان الغربى: مجلس النواب انتقل من الموافقة بهز الرأس إلى التصفيق وقوفا لكل تعديل وفكرة تأتى من الحكومة، وبدأ يستعد لسن قوانين تبيح للدولة أن تفتش على غشاء البكارة، وتضع العذرية شرطا لحصول الفتاة على دبلوم أو ليسانس.

البنك المركزى يستعد لأكبر عملية تعويم للعملة الوطنية، والتضخم والبطالة فى الدرجات العليا من السلم الموسيقى.

ومازال مذيعو التوك شو يحملون الإخوان وقوى الشر مسئولية جنون الدولار، وأخطاء ماسبيرو، وتسريب الغاز أو الامتحانات، ومضاعفات الحروق أو الضريبة المضافة.

أما الفلول فقد ظهرت براءتهم فى البر والبحر، وفى كل قضايا القتل والتربح واستغلال النفوذ، وحان الوقت ليعودوا إلى قيادتنا، حتى لو رفضوا، نتحايل عليهم مرة أخرى.

محمد موسى  صحفي مصري