•• قبل التصويت على مونديال 2010 بـ72 ساعة سئلت فى اجتماع مجلس تحرير الأهرام عن فرص مصر فى الفوز بتنظيم البطولة، فأجبت بأننا قد نحصل على 4 أصوات. هز الاستاذ إبراهيم نافع رئيس التحرير رأسه موافقا على كلامى، بينما اهتزت رءوس أخرى غضبا لأننى متشائم، وقبل التصويت بأربع وعشرين ساعة اتصل بى من سويسرا الزميل أسامة الشيخ، رئيس تحرير مجلة سوبر الإماراتية فى ذلك الوقت وأبلغنى أسوأ رسالة: «مصر لن تحصل على صوت واحد غدا».
•• كنت خارج الجريدة، فاتصلت بالزملاء ثم بمدير تحرير، وسألت عن مانشيتات الرياضة، وكانت: «منافسة ساخنة بين مصر والمغرب وجنوب إفريقيا».. فطلبت تعديل العناوين لتكون منافسة ساخنة بين المغرب وجنوب إفريقيا، ومصر خارج السباق».. رجع مدير التحرير إلى رئيس التحرير، وتم تعديل العناوين بعدما شرحت الرسالة التى أبلغنى بها الزميل أسامة الشيخ، وكان على اتصال وثيق بمصادر عديدة فى الفيفا.
•• قصة صفر المونديال طويلة، وفيها تفاصيل. لكن المهم أننا اليوم نحاول إحياء هذا الصفر بحجة وجود رشاوى من الفيفا، وأذكر أن الدكتور على الدين هلال وزير الشباب والرياضة فى ذلك الحين، أعلن فى مجلس الشعب بعد ظهور نتيجة التصويت أن الفيفا طلب رشوة قدرها 50 مليون جنيه . وأذكر أيضا أن بلاتر رد فى مؤتمر صحفى على غضب المصريين قائلا: «لا افهم لماذا يغضبون.. مصر كانت خارج السباق تماما.. لم نرها اصل»!
•• الذى يستحق أن يرفع قضية هو المغرب الذى دخل التصويت على تنظيم كأس العالم أربع مرات وخسر، وفى المرة الأخيرة كان متفوقا على جنوب إفريقيا ليلة التصويت ثم انتقل هذا التفوق فى ظلام الليل إلى جنوب إفريقيا، إلا أن الرشوة ضاربة فى جذور الفيفا، كما اعترف تشاك بلازر بتقاضيه رشوة للتصويت فى مونديال 1998 و2010.. إلا أن ماحدث عند التصويت على مونديال 2006 كان عجيبا، فقد كادت تفوز جنوب إفريقيا، فامتنع مندوب الأوقيانوس عن التصويت وفاز الألمان بالبطولة.. وكنت واثقا من أن الفيفا سوف تعوض جنوب إفريقيا فى المونديال التالى.. لكن لماذا دخلت مصر هذا السباق أصلا؟
•• لكن السؤال الأهم هو: ماذا لو منحت كأس العالم إلى إفريقيا ولم تدخل مصر المنافسة؟
سوف تقوم الدنيا ولا تقعد على رأس الحكومة وعلى رأس الاتحاد، لتفويت الفرصة الذهبية علينا لتنظيم المونديال، ولم يكن هناك إنسان يتوقع هذا الصفر، ولم يكن هناك إنسان يتوقع هذا الجهل بخبايا وأسرار التصويت فى الفيفا، ولم يكن هناك إنسان عنده يقين بهذا الفساد، فدخلنا اللعبة ولعبنا بصورة سيئة ومخجلة، وكنا ندعو لأنفسنا، ونكلم أنفسنا، ونجوب محافظات مصر للدعاية لكأس العالم الذى سوف تنظمه مصر، فخسرنا المباراة، لا هزمنا هزيمة ساحقة غير متوقعة!
•• كان ملف مصر ممتازا.. والملف هو الاوراق والملاعب والمنشآت وغيرها، وأعتقد أنه تقدم ملف جنوب إفريقيا. هكذا قالت الأوراق.. إلا أن التصويت على تنظيم كأس العالم لا يخضع بالدرجة الأولى للملف. وإنما: «هاتدفع كام»؟!
•• أرجوكم انسوا حكاية مقاضاة الفيفا، فمن يستحق أن يقاضى هو المغرب الذى حرم من حقه فى 2010.. إلا إذا....... (أكمل الجملة).. المهم أن تنسوا هذا الصفر الذى مات.. غفر الله له ولنا على ما اقترفه واقترفناه من ذنب.