فيفا أطاطا.. والكبير قوى - كمال رمزي - بوابة الشروق
السبت 20 أبريل 2024 7:17 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

فيفا أطاطا.. والكبير قوى

نشر فى : السبت 5 يوليه 2014 - 5:10 ص | آخر تحديث : السبت 5 يوليه 2014 - 5:10 ص

لا يزال المصريون قادرين على الضحك، بل يسعون إليه، كتابا ومشاهدين، دليلى على هذا مائدة المسلسلات الرمضانية العامرة بالكوميديات، بشتى أنواعها، منها الجديد، وربما العابر، ومنها المنطلق من نجاحات سابقة، تعتمد على مواصفات فكاهية مؤكدة المفعول، أغلب الظن أنها ستستمر لدورات تالية، ذلك أن الشخصيات التى تظهر فيها لم تفقد سحرها بعد.. هذا الأمر ليس غريبا على الفن المصرى، سواء فى المسرح أو على شاشة السينما: نجيب الريحانى، مرارا، قدم «كشكش بك»، عمدة كفر البلاص، الطيب المتلاف، فى عدة اسكتشات مسرحية قبل أن ينتقل بها إلى أفلام قصيرة فى أواخر الثلاثينيات. كذلك الحال بالنسبة لعلى الكسار، بربرى مصر الوحيد.. ثم إسماعيل ياسين.

هذا العام، من بين ثمانية أعمال كوميدية نشهد مسلسلين يعتمدان على شخصيات سابقة التجهيز، أثبتت حضورها المثير لبهجة الضحك من قبل: أطاطا.. والكبير أوى.

أطاطا، طالعتنا من قبل فى «عوكل.. لمحمد النجار 2004» الفيلم يحمل اسم بطله، بأداء محمد سعد الذى يؤدى أيضا دور جدته «أطاطا»، حيث تقع مفارقة مدهشة. أطاطا هى الأعمق حضورا، والأشد حيوية، من عوكل نفسه، فما أن تظهر حتى يدب النشاط الانفعالى على الشاشة، وعندما تغيب تخلف إحساسا أن ألقا ما اختفى.

«أطاطا» ذات طابع كاريكاتورى، شكلا ومضمونا.. بدينة، ضخمة الأرداف، ثقيلة الحركة والسمع والنظر، وجهها نحيل، ضخمة الأنف، رفيعة الشفاة، عيونها حولاء، شعر رأسها الخفيف مصبوغ بالحناء.. جوهريا، تحطم الصورة التقليدية للجدة الطيبة التى أرصت دعائمها أمينة رزق، فردوس محمد، ثريا فخرى، ربما كان فى أطاطا شىء من مارى منيب، وشيئان من نجمة إبراهيم ونعيمة الصغير، ولكنها أطول لسانا، وأعمق إيغالا فى الشر، غاضبة دائما، عنيفة، قوية الشكيمة، بذيئة الألفاظ، ذات صوت أقرب لصرير الأبواب الصدئة.

محمد سعد، حالة خاصة فى السينما، مثيرة للجدل، فبينما البعض لا يطيق طلته، تجد البعض الآخر، وأنا منهم، يرى فيه كوميديانا كبيرا، واسع الحيلة، يسيطر على ملامح وجهه، يستطيع الانتقال بمهارة من شخصية لأخرى، ناهضا بها على نحو يجعل لها استقلالية تتيح لها أن تغدو بطلة مسلسل كامل.. تجربة «فيفا أطاطا» تستحق المتابعة.

أما «الكبير أوى» بأداء أحمد مكى، فإنه للموسم الرابع، يحجز مكانه على الخارطة الرمضانية، ما يعنى توفر عوامل نجاح تؤدى للاستمرارية.. أحمد مكى، متعدد المواهب، يجيد التقمص، خاصة فيما يتعلق بالأنماط، فالشاب العابث، المدلل، سليل الأثرياء، صاحب الشعر الكثيف، الأكرت، الضخم، المستخف بكل شىء، يجسده باسم «هيثم دبور» فى أكثر من فيلم.. ثم، وجد ضالته فى «الكبير قوى» عمدة كفر «المزاريطة»، يذكرنا بعبدالرحيم بيه، كبير الرحيمية قبلى، مع فارق عشرات السنوات، وبالتالى اختلاف القضايا التى يتعرض لها كلا الرجلين.. الكبير قوى ـ أو أوى ـ بعد انتصاره على المطاريد يفرض ذات الإتاوات التى كانت العصابة تجبر الأهالى على دفعها.. يموت الرجل تاركا ثروته وسلطته لأبنائه الثلاثة، لكل منهم طباعه، مزاجه، طريقة تصرفاته، ملابسه، صوته.. الطريف، والصعب، أن أحمد مكى يؤدى بتمكن الشخصيات الثلاث، وقد جعل لكل منهم تفصيلات تميز الواحد منهم عن الآخرين.. واللافت للنظر ذلك الجهد الخلاق، الذى بذله المخرج أحمد الجندى، فى تنفيذ المشاهد التى تجمع الأشقاء سويا.. إنه مسلسل شأنه شأن «فيفا أطاطا» يستحق المشاهدة.

كمال رمزي كاتب صحفي
التعليقات