المجد للجنود المجهولين - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الأربعاء 24 أبريل 2024 9:40 ص القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

المجد للجنود المجهولين

نشر فى : الأحد 5 يوليه 2015 - 10:55 ص | آخر تحديث : الأحد 5 يوليه 2015 - 10:55 ص

يستحق كل جندى وضابط وكل شخص، قاوم وواجه وتصدى للإرهابيين فى الشيخ زويد، يوم الأربعاء الماضى، كل تحية وتقدير وإجلال.

واضح من المعلومات والحكايات والقصص التى بدأنا نعرفها، أن هذا اليوم كان صعبا بدرجة لا تصدق. مئات الإرهابيين مسلحين بأحدث أنواع الأسلحة من بنادق وقنابل ومدافع متحركة وهاونات وصواريخ مضادة للطائرات وسيارات دفع رباعى مجهزة وموتوسيكلات حديثة، يقتحمون، فى توقيت متزامن، العديد من الأكمنة والارتكازات والأهداف الأمنية فى شمال سيناء، بهدف رئيسى هو عزل مدينة الشيخ زويد وإعلانها مقرا لما يسمى إمارة سيناء الإسلامية أو فرع داعش فى مصر.

ومن الشهادات التى بثتها ونشرتها إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، يتضح أن هناك بطولات حقيقية تمت فى هذا اليوم لجنود وضباط ومواطنين عاديين. هؤلاء هم الذين ينبغى أن ننحنى لهم احتراما وإجلالا وتقديرا، لأنهم يضحون بأرواحهم من أجل ألا تحكمنا داعش، وترفرف فوق بلدنا ومدننا ومؤسساتنا راية الإرهاب الأسود.

تكريما لهؤلاء الشهداء والمصابين، الذين سقطوا منذ بداية المعركة ضد الإرهاب، وحتى هذه اللحظة، وكذلك الأبطال الذين لا يزالون يخوضون هذه المعركة، ينبغى علينا أن نكرمهم فى كل لحظة. وأفضل طريقة لتكريم هؤلاء، أن نسترجع بطولاتهم ونحكيها للناس، خصوصا الصغار والشباب، حتى يعرفوا أن هناك بطولات حقيقية فى هذا البلد من أجل أن يستمر وطنا للجميع، وليس إمارة لمجموعة من المتطرفين.

لو كنت مكان أجهزة الإعلام، لأفردت مساحات واسعة لهذه النماذج، بدلا من تخصيص ساعات مطولة لبرامج المقالب وغالبيتها ساذجة بل وتافهة.

كان يمكن تخصيص هذه المساحة لقصة المواطن المصرى السيناوى الشهيد محمد قويدر الذى رفض أن يصعد أفراد داعش إلى سطح منزله لمهاجمة جنود الجيش، فقتلوه بدم بارد بقنبلة أمام باب منزله، وظلت جثته فى المنزل لساعات لصعوبة الوصول إلى ثلاجة المستشفى.

مثل هذا المواطن ضرب مثلا عمليا فى الوطنية من دون طنطنة أو كلمات كبيرة و«مجعلصة».

وبدلا من بعض المسلسلات، أو على الأقل بجوارها، كان يمكن الحديث عن الجندى المصرى الشجاع عبدالرحمن محمد، الذى تصدى لهجوم داعش على كمين الرفاعى. تلقى هذا الجندى طلقة فى جنبه وواصل القتال، وتمكن من قتل ١٢ إرهابيا بمفرده، كما قال ضابطه، قبل أن يسقط شهيدا بطلقة فى الرأس.

كل الذين صمدوا وقاوموا الهجوم فى اللحظات الأولى، خصوصا فى قسم الشيخ زويد، أبطال ينبغى أن نعرف قصص حياتهم، وكيف عاشوا هذه اللحظة حتى كسروا الحصار أو سقطوا شهداء.

علينا أن نعرف بالتفصيل قصة الجندى المسيحى الذى حارب بجوار شقيقه المسلم، هذا الإرهاب الأسود فى أفضل مثال على الوحدة الوطنية. مثل هذه القصة ستكون أفضل مليون مرة من المؤتمرات المعلبة الخالية من أى روح وإحساس التى تتحدث عن الوحدة الوطنية.

هؤلاء جنود مجهولون ينبغى أن نعرفهم عن قرب وبالتفصيل، وأن نقول لأهاليهم وأقاربهم إنهم أبطال نضعهم فوق رؤوسنا، على الأقل ليعرف الجنود الباقون خصوصا فى سيناء، أننا نقدر دورهم وتضحياتهم وندين لهم بالكثير.

المجد لهؤلاء الجنود المجهولين، والعار للمجهولين الآخرين الذين يفجرون أبراج الكهرباء، وقضبان السكك الحديدية، ومؤسسات الدولة، وأفرادها.

عماد الدين حسين  كاتب صحفي