أخيرا.. إلزام المساجد والكنائس بدفع فواتير الكهرباء - عماد الدين حسين - بوابة الشروق
الخميس 18 أبريل 2024 6:59 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

أخيرا.. إلزام المساجد والكنائس بدفع فواتير الكهرباء

نشر فى : الأربعاء 5 أغسطس 2015 - 8:25 ص | آخر تحديث : الأربعاء 5 أغسطس 2015 - 8:25 ص

من الأخبار المفرحة فى الأيام الأخيرة أن شركات توزيع الكهرباء بدأت بتنفيذ خطة خمسية لتركيب عدادات سابقة الدفع فى المؤسسات الحكومية والخاصة ودور العبادة لضمان تحصيل فواتير الاستهلاك بعد أن وصلت مديونيات هذه الجهات إلى ٢٢ مليار جنيه حتى مايو الماضى منها ٧٥٠ مليون جنيه لدى وزارة الأوقاف، وعشرة مليارات لشركات قطاع الأعمال العام و٢ مليار لشركة مياه الشرب والصرف الصحى. والأرقام السابقة على عهدة جريدة الوطن يوم الجمعة ٢٤ يوليو.

المفرح فى الخبر أنه لو تم تطبيقه فعلا على أرض الواقع، فإننا نكون قد خطونا خطوة كبيرة فى القضاء على أحد أهم أنواع البلطجة.

للأسف نحن نعتقد أن البلطجة هى قيام مسجل خطر بضرب شخص أو السطو على ما يملك، لكن ذلك أبسط أنواع البلطجة، فى حين أن البلطجة الحقيقة هى أن يقوم المسئولون فى وزارة أو هيئة أو مؤسسة حكومية بترك الأنوار والتكييفات والمياه «شغالة» ليل نهار باعتبار أن ذلك «ميغة» أو مال الحكومة.

هذا السفه هو أحد أسباب زيادة عجز الموازنة سنويا، ونتحمله نحن المواطنين فى صورة نقص مخصصات لقطاعات مهمة، خصوصا التعليم والصحة. كلما زاد الإهمال فى مؤسسة حكومية، زادت معاناة الشعب الفقير الغلبان.

هذه البلطجة تزداد ويضاف إليها السفه ومخالفة صحيح الدين حينما يترك المسئولون عن دور العبادة الكهرباء مضاءة ليل نهار، ولا يريدون دفع الفواتير المستحقة عليهم.

قبل نحو عام، وأظن بعد عيد الأضحى المبارك كتبت فى هذا المكان عن حكاية دور العبادة والكهرباء، وقتها شاهدت فى غالبية قرى ومدن الصعيد أن معظم المساجد تتنافس فى تزيين مآذنها العالية بمئات اللمبات، فى حين أننا نعانى نقصا حادا فى الوقود المخصص لمحطات الكهرباء، وأن هذه القرى نفسها كان ينقطع عنها التيار الكهربائى لساعات وأحيانا باليوم الكامل.

عدت إلى الصعيد فى عيد الفطر الأخير ووجدت أن الظاهرة لاتزال مستمرة فى أسيوط.

كل مسجد يتفنن فى إنارة مئات اللمبات الملونة، وكذلك بعض الكنائس.

هذا أمر عبثى وعجيب، ويتناقض مع تعاليم الإسلام وكل الأديان السماوية والوضعية.

المحزن والمؤسف أننا بعد أن كتبت فوجئت بالبعض يتصل ويلومنى لأننى طالبت بوقف هذا السفه فورا.

لا أعرف كيف يمكن أن يقبل أى مسلم أو مسيحى أو حتى ملحد بأن تضاء الأنوار بالمساجد والكنائس بهذه الصورة كل ليلة، ونحن «نشحت» الوقود من بعض بلدان الخليج، أو نستدين لاستيراده؟!

إذا كان الإسلام يقول لنا إن الحج وهو أحد أركان الإسلام الخمسة لا يجب إلا إذا كان المسلم قادرا ومستطيعا، فكيف نسمح بهذا السفه والبغددة ونحن فقراء وشبه مفلسين.

لماذا لا نترك لمبة واحدة مضاءة فوق كل مسجد أو كنيسة، بدلا من هذا التسابق الفج بين القرى حول أيهما أعلى مسجدا أو أكثر إضاءة؟!

جيد أن نجد بعض المتبرعين لسداد فواتير استهلاك المساجد أو الكنائس من استهلاك الكهرباء الطبيعى، لكن علينا ألا نقبل باستمرار الظاهرة إذا كان مقصودا بها البغددة والفشخرة، وإلى أن يتم تطبيق نظام الشحن المسبق قبل الحصول على التيار الكهربائى، أتمنى أن يصدر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة أو أى مسئول يخصه الأمر قرارا واضحا وشجاعا ملزما بمعاقبة أى مسجد يسرف فى استخدام الإضاءة خاصة بعد الانتهاء من صلاة العشاء.

 

عماد الدين حسين  كاتب صحفي