متى يغنى إيهاب توفيق مرة أخرى؟! - ليلى إبراهيم شلبي - بوابة الشروق
الجمعة 19 أبريل 2024 10:49 م القاهرة القاهرة 24°

احدث مقالات الكاتب

شارك برأيك

هل تؤيد دعوات مقاطعة بعض المطاعم التي ثبت دعمها لجنود الاحتلال؟

متى يغنى إيهاب توفيق مرة أخرى؟!

نشر فى : الجمعة 5 أغسطس 2016 - 9:40 م | آخر تحديث : الجمعة 5 أغسطس 2016 - 9:40 م
لم أصدق عينى حينما طالعت على صفحات التواصل الاجتماعى أغنية للمطرب إيهاب توفيق تشاركه الممثلة هالة فاخر فيما يشبه الأغنية للإعلان عن دواء جديد لم أسمع به من قبل ينهى تماما مشكلة مرض السكر. أغنية رديئة ولحن ركيك كان من الممكن أن تنتهى قبل أن تبدأ لكن الرسالة التى تحملها الأغنية يجب أن يقف عندها أى إنسان عاقل فما بالك لو كان طبيبا.

يتغنى إيهاب توفيق بدواء اتخذوا له اسما هو أبعد ما يكون عن العلم ويشى بالتخلف العقلى Good bye Diabetes أو بمعنى آخر وداعا لمرض السكر. يصر الإعلان على أن المنتج العبقرى أمريكى الصنع وأنه حاصل على ترخيص من وزارة الصحة فى السعودية وأنه ينهى تماما مشكلة مرض السكر فى أسابيع عديدة!

لست فى موقع من يناقش حتى نسبة صحة ما ورد بالخطأ فى الإعلان الذى جاء صادما فى محتواه غير متسق مع فكر أى إنسان حاصل على قدر يسير من التعليم ولا أقول العلم. إنما أتساءل كيف يمكن لفنان معروف دارس كإيهاب توفيق أن يقبل أن يروج لقضية وهمية تمس حياة آلاف المرضى من أبناء وطنه على هذا النحو الفج وبتلك الثقة على الملأ. حقا كانت الإعلانات على قنوات لا يراها أحد لكن وسائل التواصل الاجتماعى تكفلت بنشرها على أوسع نطاق.

عرفت أن بعضا من الزملاء قد تفضلوا بالتدخل والتعليق وأن جهاز حماية المستهلك طلب إحالة إيهاب توفيق وممثلى القنوات التى روجت للإعلان إلى النيابة بعد أن رجعوا إلى الإدارة المركزية للشئون الصيدلية بوزارة الصحة التى نفت أى علاقة لوزارة الصحة بذلك المنتج الوهمى.

الواقع أننى لم أتعاطف على الإطلاق مع المطرب الذى سارع بالدفاع عن نفسه بأنه لم يتقاض أجرا عن الإعلان وإنما أراده لوجه الله تعالى وصالح المرضى. أيضا لم أتعاطف إطلاقا مع من كتبوا يساندونه بزعم أنه ليس طبيبا لذا فهو لم يعرف! هذا فى الواقع عذر أقبح من ذنب. هذا أمر يعرفه أى تلميذ فى الإعدادية فإذا جهل السيد توفيق الأمر كان عليه أن يسأل طبيبا قبل أن يتمايل مغردا بالإعلان عن الوهم.

الواقع أيضا أننى لا أصدق أنه لم يتقاض أجرا لأنه لو أراد به رضاء ربه حقا وصالح المرضى وهذا أجر أعلى من كل الأجور لاهتم بالسؤال عن حقيقة هذا الدواء المعجزة!

هناك من يتساءل عما إذا كان يجب أن يحال الممثل حجاج عبدالعظيم أيضا للنيابة جزاء لاشتراكه فى الإعلان عن مشروع شركة أونست (Onest) ومرادفها «الأمانة» الذى هرب صاحبها بملايين الناس إلى سكة «الندامة» بعد أن نسى تماما كل ما يتعلق بالأمانة؟

أقول هذا أمر مختلف: هو ممثل استأجره صاحب الشركة للإعلان عن مشروعه وهذا أمر مشروع. الجريمة مكتملة الأركان تحيق باللص أما الممثل فدوره انتهى.

على إيهاب توفيق أن يعتذر بصدق عما بدر منه ويعترف بالذنب كاملا. أما إذا أراد الأجر بالفعل فعليه أن يعاود الغناء مرة أخرى للتوعية بحقيقة مرض السكر وأن يشارك مع الكثيرين ممن يهتمون بأحوال المرضى من أهلنا بتعليمهم وتنمية مداركهم خاصة الأطفال الذين يعانون حرمانات كثيرة يعانى أضعافها أهلهم حينما يداهمهم مرض السكر.

إذا كنت حقا مخلصا فيما ذكرت.. نحن فى انتظارك

كلمات الأغنية جاهزة.
التعليقات